الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض طائرتين مسيّرتيْن تم إطلاقهما من اليمن

logo
العالم

ما الذي يحويه مقترح ترامب للتوصل لاتفاق نووي مع إيران؟

ما الذي يحويه مقترح ترامب للتوصل لاتفاق نووي مع إيران؟
مفاعل نووي إيرانيالمصدر: رويترز
02 يونيو 2025، 12:39 م

رجح خبراء مختصون في الشأن الإيراني والعلاقات الدولية، أن يشتمل مقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي أرسل إلى طهران عبر سلطنة عمان بخصوص إبرام اتفاق نووي، على ورقة عمل تتعلق بحرمان إيران من تخصيب اليورانيوم مع فتح المنشآت النووية السرية للمفتشين الأمريكيين مع الذهاب إلى إنهاء عمل هذه المواقع.

ورأى خبراء في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن اشتراط عدم التخصيب من واشنطن عبارة عن ورقة تفاوضية من ترامب ليكون بمقتضاها -مع رفض طهران لذلك- السماح لها بالتفاوض على التخصيب بنسب أقل من 5% كافية فقط للاستخدامات المدنية ولا تسمح بإنتاج أسلحة نووية، بالإضافة إلى التنازل عن برنامجها النووي السري وكشف كل تفاصيله وأبعاده.

وكان وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي قال مؤخرا، إن نظيره العُماني قدم خلال زيارة قصيرة لطهران بنود مقترح أمريكي يهدف للتوصل إلى اتفاق نووي بين طهران وواشنطن، مشيرا إلى أن بلاده سترد على المقترح الأمريكي بما يتماشى مع المبادئ والمصالح الوطنية وحقوق الشعب الإيراني.

وبالتزامن مع ذلك، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت، إن مبعوث ترامب، ستيف ويتكوف أرسل "اقتراحا مفصلا ومقبولا" إلى إيران بشأن اتفاق نووي، وفق وكالة "رويترز"، وأضاف البيت الأبيض على أن "من مصلحة إيران قبوله".

ويتوقع المتخصص في الشأن الإيراني الدكتور محمد المذحجي، أن يركز المقترح الأمريكي المرسل إلى طهران على شروط ترامب الخاصة بالسماح للمفتشين الأمريكيين دخول المنشآت النووية الإيرانية وحتى المنشآت السرية التي لدى واشنطن معلومات استخباراتية عنها.

وأوضح المذحجي في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن عملية التفتيش لا تكون للمنشآت المعروفة سواء "فوردو" أو "بوشهر" أو "نطنز" والمكلف بها الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ولكن الأهم المواقع النووية السرية العسكرية التي تستخدمها لصنع القنبلة الذرية.

وأشار إلى أن هذا المقترح لا يشمل فقط إنهاء عمل هذه المنشآت والمختبرات السرية بالكامل أو مراقبتها بل إخراجها من البرنامج النووي.

وتابع المذحجي أن ترامب يعلن عدم السماح لإيران بتخصيب اليورانيوم نهائيا لكن التشدد ليس سوى ورقة تفاوضية مقتضاها تخلي طهران عن الجزء السري لبرنامجها النووي مقابل سماح الولايات المتحدة لها بتخصيب اليورانيوم بنسب أقل من 5% أي التي تسمح بالاستهلاك الصناعي وإنتاج الكهرباء وما شابه ذلك.

ولفت إلى أن هذا المقترح يجعل طهران تسوق بأنها انتصرت على ترامب الذي في الواقع يساعد الحكومة الإصلاحية في هذا الصدد بالقول إنه لن يسمح لإيران بأن يكون لديها برنامج نووي بالمطلق لكن في نهاية المفاوضات سيقبل الرئيس الأمريكي بمشروع يسمح بالاستخدام الصناعي للطاقة النووية وتظهر وقتئذ طهران أنها انتصرت على ترامب "العنيد" وتوقع على الاتفاق.

ويرجح المذحجي قرب مرحلة التوافق بين إيران والولايات المتحدة من حيث صياغة القرار الذي أصبح قريب المنال رغم ما تداوتله وسائل الإعلام أو محاولات إسرائيل لإفساد هذه المفاوضات. 

وأشار المذحجي إلى أن إدارة ترامب قريبة من التوافق مع طهران في ظل احتمالية الوصول إلى مرحلة وضع اللمسات الأخيرة، مدللا على ذلك بزيارة الرئيس الإيراني مسعود بزكشيان إلى سلطنة عمان ونقل شروط ترامب إليه ليأتي بعد ذلك إرسال المقترح الأمريكي، وسط ما يتردد عن أن المرشد علي خامنئي قد وافق على توجيه دعوة لـ"ترامب" لزيارة إيران في حال حصول توافق وهذا أيضا مؤشر مهم جدا حول طريق التوافق.

فيما يقول الخبير في العلاقات الدولية، نبية واصف، إن ما هو واضح أن هناك تحررا أمريكيا من ضغوط وصلت إلى تحركات كانت ومازالت تمارسها إسرائيل على إدارة ترامب في عدم إبرام اتفاق نووي مع إيران والدفع بواشنطن لتوجيه ضربة عسكرية بحضور أمريكي لمنشآت نووية وعسكرية إيرانية

وبين واصف في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن هذا التحرر جاء بشكل كبير مع تخلص ترامب من نماذج في إدارته كان غير مسيطر عليها أو تعمل في جزر بعيدة عنه وكانت بفعل ذلك تعرقل عملية المفاوضات؛ لأن الوصول إلى مرحلة إرسال مقترح حول اتفاق إلى طهران حتى لو كان سيحمل صداما جديدا واختلافات واسعة ولكنه خطوة ناتجة عن تقدم الجولات في المراحل الأخيرة. 

ويؤكد واصف أن هناك تغييرا في ردود فعل الجولات بعد التخلص من أشخاص في الإدارة الأمريكية كانوا يتماشون مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مخطط عرقلة المفاوضات وضرب إيران، وهذا ما كان يتمثل في مستشار الأمن القومي الأمريكي مايك والتز الذي عزله ترامب من منصبه، والذي كان ينسق مع تل أبيب مسارات أخرى بعيدة عن ما كان يسير فيه فريق التفاوض الذي يتابعه الرئيس الجمهوري مباشرة.

أخبار ذات علاقة

أعضاء الوفد الإيراني في المفاوضات النووية مع الولايات المتحدة

بسبب "التخصيب الصفري".. إيران تهدد بالانسحاب من المفاوضات النووية

ويرى واصف أن المقترح الخاص بالاتفاق الذي أرسل لطهران من واشنطن عبر سلطنة عمان، يحمل مقترح ورقة عمل تخص تخصيب اليورانيوم في صدارته ألّا يتاح لطهران هذه العملية حتى يكون مع الرفض المتوقع من إيران، استكمال للمفاوضات تذهب إلى نسب التخصيب التي لا تؤدي إلى إنتاج أسلحة نووية مع وجود حضور لمفتشين أمريكيين في مواقع ومراكز محددة داخل إيران لمتابعة ما يتم الاتفاق عليه.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC