اليونيفل في لبنان: هذا الهجوم من أخطر الهجمات على أفرادنا وممتلكاتها منذ اتفاق نوفمبر
هل تخيلت أن شبكة صيد سمك قد تُسقط طائرة مسيّرة عسكرية؟.. في أوكرانيا، المشهد لم يعد خيالاً بل واقعاً يومياً.
على خطوط النار في كوستيانتينيفكا، المدينة المُحاصَرة شرق أوكرانيا، قررت القوات الأوكرانية أن تُقاتل التقنية العالية بالفطرة فبدأت بنصب "شباك صيد السمك" التقليدية في وجه الطائرات الروسية المسيّرة، لكن كيف تعمل هذه الحيلة؟
هذه الشبكات تُعلّق بين الأعمدة على الطرق المؤدية إلى المواقع الأمامية، وعندما تدخل الطائرات الصغيرة المحملة بالمتفجرات إلى المنطقة، تَعلق شفراتها في الخيوط المتشابكة فتسقط قبل أن تصل لهدفها.. إنها محاولة بدائية لكنها قد تكون الفرق بين الحياة والموت.
استخدام هذه الفكرة بدأ فعلياً، في منتصف 2024، حين اشتدّ القصف بالطائرات المسيّرة، وبدأت القوات الأوكرانية تعاني نقصاً في الدفاعات الإلكترونية والمضادة للطائرات.. فكان الحل شِباكاً تُستخدم عادة لاصطياد سمك النهر تتحوّل إلى فخ جوي يُسقط طائرات "العدو".. لكن هل هذه الفكرة جديدة؟
في الواقع لا، في الحرب العالمية الثانية، استخدم البريطانيون شِباكاً فولاذية ضد طائرات العدو، خاصةً لمواجهة الطائرات الشراعية، وحتى في الحروب الحديثة، جُرّبت وسائل مشابهة، لكن ليس بهذا الشكل البدائي والمباشر.
الفكرة رغم بساطتها، فهي لا تُوقف كل الطائرات، لكنها تُبطئ بعضها، وتُجبر المشغلين الروس على تعديل المسارات، أو حتى التحليق على ارتفاعات أعلى، مما يقلّل دقة الإصابة، وفي بعض الحالات، علِقت المسيّرات داخل الشبكة تماماً كما علِق الجنود في وحل هذه الحرب الطويلة.
الأغرب أن بعض الجنود الأوكرانيين بدأوا بتجريب شِباك معدّلة بشفرات، أو حتى متفجرات خفيفة، لتحويل الفخ من مجرد حاجز إلى كمين قاتل.
الحرب في أوكرانيا تحوّلت إلى مختبر للتكتيكات المجنونة ومن أكثر أدواتها تواضعاً، خرجت واحدة من أكثر القصص إثارة للدهشة شبكة بسيطة بخيوط متينة تقف في وجه طائرة بـآلاف الدولارات والنتيجة سماءٌ مليئة بالشباك وأرضٌ تبحث عن النجاة بأي وسيلة ممكنة.
