قدّمت الولايات المتحدة مساعدات "تقنية" لأوكرانيا، ستمسح لها بتطوير طائرات بدون طيار رخيصة الثمن وتحويلها إلى أسلحة دقيقة، عبر تقنية "ثورية" مدعمة بالذكاء الاصطناعي.
وذكر تقرير لصحيفة "التايمز" البريطانية، أن البنتاغون وقّع اتفاقية بقيمة 50 مليون دولار مع شركة أمريكية ألمانية، تتلقى بموجبه كييف 33 ألف "مجموعة هجومية" موجهة بالذكاء الاصطناعي قادرة على تحويل الطائرات التجارية بدون طيار الرخيصة إلى أسلحة موجهة بواسطة الكمبيوتر.
وستسمح هذه المجموعات، التي قدمتها شركة أوتيريون الأمريكية الألمانية، لأوكرانيا بتحويل آلاف الطائرات بدون طيار الجاهزة إلى أنظمة عالية السرعة/ قادرة على تتبع واستهداف الأجسام المتحركة في ساحة المعركة.
وتتضمن كل مجموعة حاسوباً صغيراً مدمجاً، وكاميرا، ووحدة راديو، مما يُمكّن الطائرات بدون طيار من تنفيذ مهام مستقلة وتجنب التشويش الروسي.
كما يمكن للأنظمة العمل في أسراب، مما يسمح بشن هجمات منسقة على مواقع العدو، وتتبع الأهداف على بُعد أكثر من نصف ميل.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة أوتيريون، لورينز ماير، إن البرنامج يستخدم بالفعل في الطائرات الأوكرانية بدون طيار في القتال، لكن هذه الشحنة أكبر بعشر مرات من الأحجام الحالية.
وسيتم تسليم هذه المجموعات قبل نهاية العام، كجزء من حزمة مساعدات أمريكية منفصلة عن "الصفقة الكبرى" التي أعلن عنها الرئيس زيلينسكي، يوم الجمعة الماضي.
وبموجب هذه الاتفاقية، ستشتري واشنطن طائرات مسيرة أوكرانية الصنع بقيمة تتراوح بين 10 مليارات و30 مليار دولار مقابل مشتريات أوكرانية من الأسلحة الأمريكية.
وقال ماير: "يعد هذا العقد مهماً لأنه يوضح قوة الجمع بين البرامج الرائدة عالمياً، والقدرة على تصنيع الطائرات بدون طيار بتكلفة فعالة وعلى نطاق واسع حيثما تكون هناك حاجة إليها".
وواجهت أوكرانيا هجمات روسية متزايدة بالطائرات بدون طيار والصواريخ، وفي بعض الليالي اضطرت للدفاع ضد مئات التهديدات القادمة.
وأدى هجوم بطائرة بدون طيار على حافلة إجلاء في سومي، يوم الأحد، إلى مقتل 3 أشخاص وإصابة 19 آخرين. كما تعرضت كييف لهجوم خلال الليل، مما أدى إلى إصابة 8 أشخاص وإلحاق أضرار بالمباني السكنية.
وكان تحقيق جديد أجرته صحيفة "وول ستريت جورنال"، كشف أن روسيا أطلقت أكثر من 20,500 طائرة مُسيّرة هجومية وتضليلية على أوكرانيا منذ يناير/كانون الثاني.
كما أشار تقرير صادر عن مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية إلى أن الهجمات الروسية اليومية تضاعفت 10 مرّات تقريباً منذ أواخر 2022، وهو العام الأول للحرب الشاملة.
وانخفضت معدلات اعتراض الصواريخ في أوكرانيا، والتي كانت في السابق أفضل من 90%، إلى ما بين 30% و35%، وفقاً لمحللين أشاروا إلى الضغوط المتزايدة على الدفاعات الجوية وتناقص مخزونات الصواريخ.
كما أن إمدادات روسيا من المعدات العسكرية من مخزونات الحقبة السوفيتية آخذة في التناقص، حيث انخفضت من 242 ألف طن عام 2022 إلى 119 ألف طن عام 2025، وفقاً لتحليل أجراه معهد كلية كييف للاقتصاد.
ويبدو أن معظم المعدات الصالحة للصيانة وسهلة التجديد قد استُخدمت الآن، حيث أصبحت شحنات التخزين الآن مطابقة لمستويات ما قبل عام 2022.
مع ذلك، يرى المحللون أن هذا التراجع ليس دليلاً على فشل عسكري، بل هو تحول في استراتيجية ساحة المعركة، إذ تستخدم روسيا عدداً أقل من المركبات المدرعة في العمليات الهجومية، وتستثمر بكثافة في معدات جديدة، مما يشير إلى تكيف مدروس، وليس انهياراً في قدراتها.
