في السودان المنهك بالحرب، لم تسلم حتى شاحنات الإغاثة من نيران الصراع، لتتحول المساعدات إلى رماد قبل أن تبلغ الجياع.
في أحدث فصول المأساة، قوات بورتسودان تستهدف مجدداً قافلة إغاثة إنسانية كانت في طريقها من زالنجي إلى مدينة الفاشر شمال دارفور، مستخدمة طائرة مسيّرة تركية الصنع من طراز "أكانجي"، ما أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى من المدنيين والعاملين في المجال الإنساني.
قوات "الدعم السريع" أدانت هذا الاعتداء، ووصفت الحادثة بـ"الجريمة البشعة" و"الاعتداء الإرهابي"، معتبرة أن استهداف القوافل الإنسانية يشكل جريمة حرب مكتملة الأركان، ويجسد نهجاً ممنهجاً من الجيش لعرقلة جهود الإغاثة، وإفقاد المدنيين أبسط حقوقهم في الحياة.
وطالبت القوات المجتمع الدولي، والمنظمات الإنسانية وحقوق الإنسان، بـإدانة واضحة وصريحة للحادثة، وفتح تحقيق عاجل، ومحاسبة المسؤولين عن الاستهداف، محذّرة من أن صمت العالم يشجع مرتكبي الجرائم على التمادي.
يظل المدنيون الأكثر تضرراً، فيما يواصل المجتمع الدولي مراقبة الوضع، ومحاولة الضغط لإنهاء الهجمات على القوافل الإنسانية، وضمان وصول المساعدات إلى المحتاجين.