يرى مسؤولون سودانيون أن قرار قوات بورتسودان بطرد مسؤولي برنامج الغذاء العالمي "يعكس انعدام الحس الإنساني في التعامل مع الأزمة المتفاقمة في البلاد"، فيما قال المتحدث الرسمي باسم المنسقية العامة للنازحين واللاجئين في دارفور آدم رُجال، إن "قوات بورتسودان لا تكترث بالجانب الإنساني رغم ما يعانيه الشعب السوداني، خاصة في دارفور، حيث النزوح مستمر".
وأضاف لـ"إرم نيوز": "عدم التراجع عن قرار طرد مسؤولي برنامج الغذاء العالمي يعني حرمان الشعب من الاستفادة من هذا البرنامج، ولا سيما أنه المصدر الوحيد لإعانتهم".
ويضيف المسؤولون، أن "هذا القرار يهدد بحرمان مئات الآلاف من النازحين من مصدر الإعانة الوحيد الذي يمدّهم بمتطلبات البقاء، في وقت تواجه فيه المخيمات أوضاعًا مأساوية بسبب نقص الغذاء والدواء وصعوبة وصول المساعدات الإنسانية".
وأضاف رُجال لـ"إرم نيوز"، أن "ما قامت به يعني أن عبد الفتاح البرهان غير حريص على الشعب الذي يتلقى هذه المساعدات، خاصة أن مسؤولي هذا البرنامج هم من الشركاء الأساسيين في حثّ المجتمعات على دعم الناس المنسيين داخل تلك المخيمات، مشيرًا إلى أن أقل ما يمكن وصف هذا التصرف به هو أنه غير أخلاقي، وأن البرهان مجرَّدٌ من كل القيم الإنسانية"، على حد تعبيره.
وعن دورهم في المنسقية، أوضح رجال أن "دورها يتمثل في تسيير أوضاع النازحين واللاجئين بالاعتماد على المجتمع المحلي، انطلاقًا من الواجب الأخلاقي والإنساني في المقام الأول"، مؤكدًا أن "هذا الدور تطوعي غير ربحي، وأن المنسقية تُعدّ إحدى المؤسسات التي تساعد النازحين، ومن الأطراف الضاغطة للذهاب نحو وقف إطلاق النار وإيقاف الحرب".
وأشار إلى أن "دارفور وغيرها من المناطق تعاني نقصًا في وصول المساعدات الإنسانية، بما فيها المساعدات الطبية والغذائية".
ولفت إلى أن "الأوضاع الإنسانية حاليًّا مريرة ومعقدة جدًّا، وأن جميع مَن في المخيمات يعانون سوءَ التغذيةِ بسبب نقص الغذاء وصعوبة وصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين داخل تلك المخيمات".
وأوضح أن "هذا الواقع يتطلب تضافر جهود المعنيين والأمم المتحدة للتحرك وتأمين الاحتياجات الأساسية بشكل عاجل، من مياه شرب معقمة، وغذاء، ومواد إيواء، ودعم نفسي، وغيرها من الاحتياجات الضرورية".
واختتم رُجال حديثه بالتأكيد أن "هذا الدعم ضروري؛ لأن النزوح مستمر في دارفور حتى هذه اللحظة، ولا حلّ سوى الضغط من قبل الأطراف الدولية لوقف الحرب".
من جانبها، استبعدت عضو اللجنة القانونية لتنسيقية القوى المدنية، رحاب مبارك، أن تكتمل إجراءات خروج برنامج الغذاء العالمي من السودان، في ظل الإرهاصات السياسية السودانية المتعلقة باجتماع وفدي السودان في واشنطن.
وأضافت مبارك لـ"إرم نيوز" أن "الإدارة الأمريكية ضغطت على قوات بورتسودان للتراجع عن قرار طرد مسؤولي برنامج الغذاء العالمي العاملين في المدينة، فيما يبدو أن الأخيرة رضخت لهذا الطلب".
يُذكر أنه تم إيقاف وكيل وزارة الخارجية، السفير حسين الأمين، عن العمل، وذلك على خلفية طرد مدير مكتب برنامج الغذاء العالمي في السودان، لوران بوكيرا، ومديرة قسم العمليات، سمانثا كاتراج.
ويواجه نحو مليون مواطن سوداني انعدام الأمن الغذائي بسبب تداعيات الحرب المستمرة منذ منتصف أبريل/ نيسان عام 2023، فيما أعلنت الأمم المتحدة فشلها في توفير نحو 4 مليارات دولار لمواجهة تلك التداعيات.