قال رئيس القوى المدنية المتحدة (قمم) في السودان، هارون مديخير، إن التصريحات الأخيرة لرئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان "تعكس الخطاب الذي تتبناه الحركة الإسلامية" في تصريح اتفق معه خبير بالشأن السوداني.
وأضاف مديخير في تصريح لـ"إرم نيوز" أن "موقف البرهان لم يكن تعبيرًا عن إرادة وطنية مستقلة بقدر ما هو استجابة لضغوط داخلية تمارسها الحركة على المؤسسة العسكرية".
وتابع: أن "الجيش السوداني أصبح أقرب إلى ذراع عسكري للحركة الإسلامية، ما يثير احتمالات كبيرة لتحركات وانشقاقات داخل معسكر البرهان، المعروف باحتضانه لبعض المجموعات المسلحة ذات الطابع الإرهابي".
ودعا مديخير "الولايات المتحدة الأمريكية إلى استمرار جهودها للضغط على جيش بورتسودان للانخراط في عملية السلام، خاصةً أن جماعة الحركة الإسلامية تعمل بشكل متزايد على إحباط كافة المبادرات الإقليمية والدولية الساعية لإيقاف الحرب".
وأوضح أن "على الرأي العام الإقليمي والدولي إدراك أن الجهود الرامية لعرقلة عملية السلام تقف خلفها ميليشيات الحركة الإسلامية"، مشيرًا إلى أن "البرهان أصبح مجرد واجهة لهذه الجماعة المتطرفة التي اختطفت إرادة جزء كبير من الشعب دون أي تفويض شرعي أو مسوغ واضح".
ويؤكد أن "مصلحة الشعب السوداني تكمن في التخلص من أي نفوذ للحركة الإسلامية داخل السودان، غير أن البرهان يحاول التلاعب بمطالب الشعب عبر خطاب مليء بالمغالطات والمصطلحات الغامضة التي تصب في إعادة إنتاج النظام السابق".
ولفت إلى أن "رفض البرهان للرباعية، رغم أن جيشه الواقع تحت سيطرة ميليشيات الحركة الإسلامية لم يحقق أي تقدم يذكر بل يعاني تراجعًا مستمرًا، يحمل إشارات واضحة، أبرزها أن الحركة تراهن على استمرار الحرب بوهم أنها السبيل لتحقيق النصر".
يذكر أن قائد الجيش، عبد الفتاح البرهان، وضع شروطًا لأي مفاوضات سلام قادمة، خصوصًا فيما يتعلق بخريطة الطريق التي اقترحتها "الآلية الرباعية" التي من المقرر أن تعقد اجتماعًا مهمًا حول السودان في العاصمة الأمريكية، واشنطن، نهاية الشهر الجاري.
وأكد رفضه لأي تفاوض غير مشروط، قائلًا: "لا تفاوض مع أي جهة، ولا أحد يفرض علينا سلامًا أو حكومة أو أشخاصًا الشعب رفضهم"، واشترط البرهان "لمن يأتي للسلام ينبغي أن يخضع لإرادة الشعب" وفق تعبيره.
وتعليقًا على هذه التصريحات، يرى المحلل السياسي السوداني، عمّار سعيد، أن "اللغة التي استخدمها البرهان بخصوص الرباعية ورفضه لها هي انعكاس مباشر للخطاب الذي تتبناه الحركة الإسلامية، في مؤشر واضح على رفض السلام وإطالة أمد الحرب".
وأضاف سعيد لـ "إرم نيوز" أن "الجيش السوداني في واقعه الراهن أقرب لحدوث تحركات وانشقاقات داخل معسكر البرهان، المعروف باحتضانه مجموعات مسلحة ذات طابع متطرف وإرهابي".
وأشار إلى أن البرهان "أصبح أسيرًا بالكامل لإملاءات التنظيم الإخواني الذي يستخدم الجيش كأداة حربٍ بالوكالة ضد الشعب السوداني"، موضحًا أن "هذه الجماعة التي تقترب من تصنيفها دوليًا كجماعة إرهابية أشعلت هذه الحرب لاستعادة سلطتها المفقودة، مستخدمةً قيادات الجيش وموارده لتصفية حسابات سياسية".
وأكد أن "تحالف التأسيس يبقى هو الإطار الوطني الحقيقي الذي يدفع باتجاه حل سلمي شامل، يعيد بناء الدولة السودانية على أسس الحرية والعدالة والمواطنة، بعيدًا عن وصاية العسكر وتجار الدين".