من السلم الكهربائي المعطل إلى التحذيرات الحادة لأوروبا، كان خطاب ترامب اليوم صرخة لا يمكن تجاهلها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
الرئيس الأمريكي بدأ كلمته بموقف طريف عندما صعد على السلم الكهربائي المعطل بصحبة زوجته، مشيرا إلى أن لياقتهما البدنية كانت السبب في تجنب السقوط.. ضحك الحضور ثم تحول الصمت مع إدراك الجميع أن ما سيأتي بعد ذلك أكثر صرامة من أي مزحة.
الحديث تحوّل سريعا إلى الهجرة، إذ وجه ترامب تحذيرات صارمة للقادة الأوروبيين قائلا: "بلدانكم ستذهب إلى الجحيم"، ومنتقدا سياسات الحدود المفتوحة والفوضى الناتجة عنها، وأكد أن أوروبا بحاجة لتطبيق إجراءات صارمة، مستندا إلى تجربة الولايات المتحدة.
لم يغفل ترامب الانتقاد للطاقة والمناخ، واصفا مشاريع الطاقة النظيفة بأنها جزء من خدعة عالمية، وحذر الدول التي تراهن عليها من الفشل الوشيك.. ورغم تحذيراته، يواصل العالم ضخ استثمارات قياسية في الطاقة المتجددة، ما يعكس فجوة واضحة بين خطاب ترامب والواقع العالمي.
أما الأمم المتحدة فقد كانت محور هجومه الأبرز، إذ انتقد فشلها في تقديم أي دعم حقيقي لإنهاء النزاعات الدولية، مشيرا إلى الفساد وإهدار الأموال في مشاريع ترميم المقر.. ارتفعت التكاليف بشكل هائل مقابل جودة منخفضة، وهو ما أثار استياءه واعتبره مثالا حيا على البيروقراطية والتبديد المالي داخل المنظمة.
لم ينسَ ترامب السياسة الدولية، فقد هدّد روسيا بفرض رسوم جمركية شديدة إذا لم تنهِ الحرب في أوكرانيا، مؤكّدا أن أوروبا ملزمة بالانضمام إلى الإجراءات نفسها، وتطرّق إلى قضية الرهائن المحتجزين لدى حماس، مطالبًا بالإفراج الفوري عنهم، ورافضا أي حلول جزئية.
خطاب ترامب اليوم جمع بين الصرامة، والفكاهة، والتحذيرات.. من السلم الكهربائي المعطل إلى رسائل القوة لكل دولة في العالم.