الكرملين: مشاركة الأوروبيين في مفاوضات أوكرانيا "لا تبشّر بالخير"
في مشهد لم تعهده الشعوب منذ عقود، تعود لغة الحرب في أوروبا لتطرق أبواب السياسة والمستشفيات.
فرنسا، أول من كسر الصمت. رسالة رسمية مسرّبة من وزارة الصحة، بتاريخ 18 يوليو 2025، طالبت جميع وكالات الصحة الإقليمية بالاستعداد لاستقبال "عدد كبير من الجرحى" بحلول مارس 2026، في ظل ما وصفته الوثيقة بـ"صراع عسكري كبير محتمل".
الخطة تشمل تجهيز آلاف الأسرة، تدريب الفرق الطبية على التعامل مع الإصابات الجماعية، إنشاء مراكز طبية قرب المطارات والموانئ، والتخطيط لتنسيق مع مستشفيات عسكرية.
المثير أن الوثيقة أشارت إلى سيناريو يتضمن تدفق جرحى من خارج فرنسا أيضاً، ما يعكس استعداداً لعمليات عسكرية مشتركة أو تحالفات دولية. أما في ألمانيا، فالوضع أكثر صراحة وعلنية.
في يوليو 2025، أعلنت الحكومة عن خطة دفاع مدني جديدة تُلزم المستشفيات بالاستعداد لحالات الحرب، الهجمات السيبرانية، والتلوث الكيميائي والنووي.
بعض الولايات، مثل بافاريا، بدأت فعلياً بتنفيذ بروتوكولات للطوارئ، منها تخزين الإمدادات الحيوية، تأمين البنية التحتية الصحية ضد الانهيار، وتطوير غرف طوارئ تحت الأرض، كما هو الحال في مستشفى "Merheim" في كولونيا.
لكن الواقع لا يخلو من التحديات. دراسة منشورة عام 2024 أظهرت أن 60% من المستشفيات الألمانية غير مجهزة بغرف إزالة التلوث، والتدريبات العملية على سيناريوهات الحرب لا تزال محدودة.
فهل تستعد أوروبا فعلاً لحرب وشيكة مع الدب الروسي؟ أم أن هذه الاستعدادات مجرد انعكاس لعالم يتأرجح على حافة الانفجار؟