الكرملين: مشاركة الأوروبيين في مفاوضات أوكرانيا "لا تبشّر بالخير"
بعقوبات "أشد من أي وقت مضى"، يلوّح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بسلاح الاقتصاد في وجه نظيره الروسي فلاديمير بوتين بمحاولة ربما تكون الأخيرة لتحريك مياه السلام الراكدة في حرب أوكرانيا.
وضمن خانة "الأدوات المتطورة" يدرج مسؤولون في البيت الأبيض الإجراءات الأمريكية المتوقعة، كاشفين لـ"رويترز" عن إعداد حزمة عقوبات تستهدف قطاعات استراتيجية روسية، من بينها القطاع المصرفي وشبكات نقل النفط، إلى جانب ما وصفوه بـ"القنبلة الاقتصادية" المتمثلة بفصل البنوك الروسية عن النظام المالي القائم على الدولار.
ورغم الاستعداد الأمريكي للخطوة التالية، إلا أن مصادر في البيت الأبيض ترجح تعليق ترامب لأي قرار بضعة أسابيع ليستطلع رد فعل روسيا على العقوبات التي استهدفت مؤخراً شركتي النفط "لوك أويل" و"روسنفت"، حيث تسببت الخطوة في صعود أسعار النفط بأكثر من دولارين، ودفعت مشترين كباراً للخام الروسي في الصين والهند إلى البحث عن بدائل.
"طوق" العقوبات الأمريكية يرافقه سعي مكثف لحشد الموقف الأوروبي بصورة أكثر فاعلية، إذ دعا ترامب الحلفاء لاتخاذ "الخطوات الكبرى المقبلة"، سواء عبر عقوبات أوسع أو رسوم جمركية إضافية، كما لا يُستبعد اللجوء إلى استخدام الأصول الروسية المجمدة لشراء أسلحة أمريكية لكييف.
ومع تصاعد الضغوط الدبلوماسية والاقتصادية، يبقى مصير أوكرانيا معلقاً بين فعل مصدره ترامب ورد فعل يأتي من بوتين، وبين الدولتين يستمر سباق آخر أكثر شراسة على النفوذ والموارد، فهل ينجح حصار "اقتصاد بوتين الحربي" في جلب سلام لا تبدو ملامحه واضحة لكييف؟