في خضم المشهد المتوتر.. تتأرجح غزة بين مطرقة ترامب وسندان حماس، وبينما يتصاعد الرفض العربي والدولي لخطة ترامب في تهجير الفلسطينيين تلوح في الأفق خطة عربية لإعادة إعمار غزة ببقاء أهلها.. لكن يبقى السؤال هل تحمل هذه المبادرات بصيص أمل لغزة وأهلها؟
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يضغط بكل ثقله لتنفيذ "خطة القرن" كما يصفها البعض والتي تقوم على تهجير الفلسطينيين من غزة، ونقلهم إلى الأردن ومصر متعهدًا بتأمين حياة أفضل لهم كما يزعم.. بالمقابل هدّد بإنهاء وقف إطلاق النار إذا لم يتم تسليم الرهائن المحتجزين لدى حماس بحلول يوم السبت المقبل.
حماس ردت رافضةً لغة التهديد واعتبرت أن شروط الاتفاق القائم هي الضمان الوحيد لإطلاق سراح الرهائن... ملامح عودة التصعيد باتت أقرب من أي وقت مضى فرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تعهد بإنهاء اتفاقية وقف إطلاق النار في غزة إذا لم تُطلق حماس سراحَ المحتجزين، وأضاف أنه أصدر تعليماتِه للجيش بحشدِ القوات داخل غزة وفي محيطها.
في المقابل تقف مصر والأردن والسعودية صفًّا واحدًا أمام التصعيد الحاصل وخطة ترامب متمسكين بحق الفلسطينيين في البقاء على أرضهم ومطالبين بإعادة إعمار غزة دون تهجير أهلها.. حيث أعلنت مصر عن عزمها تقديم تصور متكامل لإعادة إعمار غزة، بما يضمن بقاء الشعب الفلسطيني على أرضه ويتماشى مع حقوقه المشروعة.
من جهته حذر العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني من خطورة الوضع في الضفة الغربية، داعيًا إلى خفض التصعيد لمنع تدهور الأوضاع... فيما جدد مجلس الوزراء السعودي تأكيد مركزية القضية الفلسطينية وشدد على أن السلام الدائم لن يتحقق إلا بحل الدولتين.
قطاع غزة يقف على أعتاب مرحلة حاسمة، حيث تتصارع الإرادات بين خطة ترامب المدعومة أمريكيًّا، والرفض العربي والدولي القاطع للتهجير.. فهل سينجح الضغط الأمريكي في فرض واقع جديد على القطاع، أو أن الإرادة العربية والدولية ستنتصر، ويتم التوصل إلى حل عادل وشامل يضمن للشعب الفلسطيني حقه في البقاء على أرضه.