يرى خبراء أن الجهود العربية والغربية في مواجهة خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتهجير سكان قطاع غزة تحقق مسارات إيجابية مهمة، وستعمل على إجهاضها على غرار خطته السابقة المعروفة بـ"صفقة القرن" التي نجحت الدبلوماسية في تقويضها.
وأشار الخبراء في تصريحات لـ"إرم نيوز" إلى أن الارتباط الوثيق والفعال بين الرفض العربي والأوروبي والغربي لمخططات ترامب، فضلًا عن مواقف الصين وروسيا، أمور تحدث الفارق حتى الآن، ويتم التعويل عليها بدرجات أكبر في مواجهة أطروحاته.
مسارات إيجابية
ويؤكد الخبير في الشؤون الدولية، محمد اشتاتو، أنه كما أجهضت الدول العربية في الماضي خطة "ترامب" المعروفة بـ"صفقة القرن" عندما جاء بفكرة جديدة حول الصراع العربي الإسرائيلي، فإن جهود الدول العربية "متفقة" في التعامل مع مواجهة طرحه بتهجير سكان غزة.
وبين أشتاتو في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن الجهود الدبلوماسية تحقق مسارات إيجابية مهمة في مواجهة طرح غير مقبول من الناحية الأخلاقية والسياسية في ظل ما يفهمه المجتمع الدولي والدول الأوروبية والداخل الأمريكي من أن السير في هذه المخطط ستكون له أثار سلبية عليهم، في وقت وضح فيه من قبل أن أزمات السلام في الشرق الأوسط تخرج بتوترات تهدد أمن هذه الدول.
إجماع عربي وغربي
وذكر أشتاتو أن الدول العربية ستجتمع مرة أخرى للسير في تنسيقها وموقفها واستمرار الدفع والضغط على الدول الأوربية، بخطورة طرح التهجير من شخص وصفه بـ"غير المتزن" والذي خرج بشراء غرينلاند وضم كندا إلى أمريكا، مشيرًا إلى أن هناك رهانًا مهمًا على إجماع الدول العربية والغربية ضد هذه الأفكار.
وأوضح أشتاتو أن ترامب يراهن بشكل كبير على إفشال وإنهاء أي مواثيق دولية واتفاقيات تتعلق بحل الدولتين، لافتًا إلى أن المواجهة عبر الضغوط الدبلوماسية قائمة سواء من خلال مساعي الدول العربية ومواقف الدول الغربية لقطع الطريق على مخططاته "الغريبة" عبر إدراك العرب والأوروبيين خطورة ذلك على السلم الدولي في ظل وجود رجل يتحدث بلغة "التاجر"، ولا يعي أهمية وانعكاسات ما سينجم عن أطروحاته من تهديدات وانفجار بؤر صراع لن يكون محيطها الشرق الأوسط فقط ولكن العالم أجمع.
تهديد بوابة المصالح
فيما يرى الباحث في العلاقات الدولية، رامي درويش، أن هناك أهمية كبيرة لعملية التوافق العربي والضغط الذي يمارس لا سيما في "ديناميكية" المساندة من كل بلد للآخر خلال مواجهة استهدافات ترامب، وهو الأمر الذي ترى فيه مراكز صنع القرار ومسؤولون ومؤسسات أمريكية أن ما يخرج من الرئيس الجمهوري من عبارات ومواقف وتهديدات متعددة وغير مناسبة مع دول عربية، تفتح مجالًا واسعًا لتهديد بوابة "المصالح" واستهداف العلاقات الأمريكية الاستراتيجية مع دول عربية بمثابة "أعمدة" الاستقرار الإقليمي.
بيانات عربية حاسمة
وأضاف درويش أن هذه "الديناميكية" وضحت في مواقف متبادلة من دول مصر والأردن والإمارات والسعودية، بردود وبيانات حاسمة تجاه ما يخرج من ترامب، سواء طرح التهجير أو تهديد عواصم تلك الدول لرفضها للتهجير.
وأوضح درويش أن الرفض العربي والغربي لمخططات ترامب فضلًا عن مواقف الصين وروسيا أمور تحدث الفارق، ويتم التعويل عليها بدرجات أكبر، لاسيما مع ارتفاع "لغة" الآثار السلبية الجانبية المنعكسة على المصالح والعلاقات من جانب الدول العربية مع الولايات المتحدة، فضلًا عن المساندة الحقيقة من الجانب الأوروبي "الحلفاء"، خاصة أن الرئيس الأمريكي لم يترك أحدًا في العالم إلا وأشعل معه العلاقات وجعل مصالح واشنطن "مهددة" وهو ما تشعر بخطورته جيدًا مؤسسات صنع القرار والمنابر السياسية في الداخل الأمريكي.