ليست مهلة عادية، بل ساعة سياسة موقوتة.
60 يوما وضعت على الطاولة بين واشنطن وتل أبيب كحد أقصى أمام حماس لنزع سلاحها بالكامل..
تفاهم وصفه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنه "واضح ولا لبس فيه" مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
ولأن الضربات الإسرائيلية على حماس "أضعفتها ولم تنهِ تهديدها"، يرى نتنياهو أن الهدف النهائي لا يتمثل في إنهاك الحركة فقط، بل في تجريدها من السلاح وإنهاء سطوتها كشرط لإنهاء الحرب..
شرط تراه أوساط إسرائيلية بعيد المنال خاصة مع تقاريرها الاستخباراتية التي تتحدث عن امتلاك الحركة لأكثر من 20 ألف مقاتل، إلى جانب مخزون كبير من البنادق والعتاد الخفيف المخبأ داخل غزة.
الرسالة الإسرائيلية الأمريكية وفقا لمراقبين لا تنفصل عن نموذج الضغط الزمني الذي جرى اعتماده على الساحة اللبنانية؛ هناك مُنحت الحكومة مهلة محددة لنزع سلاح حزب الله، خاصة الصواريخ الدقيقة التي تعبر الحدود وتعتبرها إسرائيل تهديدا استراتيجيا مباشرا لمواطنيها، لكن عدم تحقيق أية انفراجة تذكر في بيروت وتعنت الميليشيا المدعومة من إيران يزيد النظرة المتشائمة إلى النموذج الوقتي برمته.
كما أن إسقاط النموذج على غزة يفتح أسئلة أكثر مما يقدم إجابات؛ فحماس، التي تربط سلاحها بهويتها ودورها، تجد نفسها كمن يطلق النار على قدميه، إما القبول بشرط يُفسر كاستسلام عسكري وسياسي، أو الإجابة بالرفض وبالتالي المغامرة بجولة جديدة من التصعيد قد تفتح معها بوابة جحيم لا تغلق، كما وصفها نتنياهو قبل أشهر.
في النهاية، يرى مطلعون على الملف أن مهلة الستين يوما لا يمكن اعتبارها مسارا واقعيا للتسوية بقدر ما هي اختبار أخير قبل الانتقال لمرحلة أقسى من فرض الواقع بالقوة، لا ببنود تكتب على ورق يبقى حبيس الأدراج المغلقة.