كشفت مصادر فلسطينية عن إدخال تعديلات جوهرية على المرحلة الثانية من خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للتسوية في غزة، حيث لم يعد التركيز على نشر "قوة دولية أولاً، ثم حكم مدني، نزع سلاح حماس"، بل أصبح على "تشكيل حكومة مدنية فورية من تكنوقراط فلسطينيين مستقلين، ثم إطلاق مشاريع إعمار، على أن يتم لاحقا نشر القوة الدولية، ثم نزع السلاح في مرحلة لاحقة وبشكل تدريجي .
وقالت المصادر لـ"إرم نيوز"، إن التعديلات التي جرى إدخالها على المرحلة الثانية من خطة التسوية في قطاع غزة تم الاتفاق عليها خلال اللقاء الأخير الذي جمع بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في كاليفورنيا.
وأشارت المصادر إلى أن تأخير نشر القوات الدولية كآخر خطوة في المرحلة الثانية من خطة التسوية جاء أيضا نتيجة الرفض الإقليمي والدولي للمشاركة قوات الاستقرار الدولية كما جرى الإعداد لها سابقا بموجب الخطة.
وأكدت المصادر أن تأخير نشر القوات الدولية جاء وسط مخاوف أمريكية من فشل تطبيق الخطة الأصلية للتسوية في غزة كما جرى الإعلان عنها في نوفمبر 2024،الأمر الذي دفع الجانب الأمريكي للتركيز في الوقت الراهن على الإعمار والمشاريع الاقتصادية.
وكانت الخطة الأصلية للتسوية في غزة تركز على نشر قوة دولية متعددة الجنسيات (بمشاركة أمريكية، أوروبية، وإقليمية) أولاً لضمان الأمن، ثم تشكيل هيئة تكنوقراط فلسطينية للحكم المدني، وأخيراً نزع سلاح حماس. لكن التعديلات الجديدة، التي طرأت عليها نتيجة الصعوبات الميدانية مثل استمرار سيطرة حماس على أجزاء من غزة ورفض نزع السلاح الفوري، غيرت التسلسل لهذه الخطوات.
ومن المقرر وفق التعديلات الجديدة على الخطة ،تشكيل هيئة من 12-16 تكنوقراط فلسطيني مستقل (خارج حماس والسلطة)،لإدارة الشؤون المدنية والخدمية في القطاع، فيما سيتم بعد ذلك إطلاق مشاريع إعادة الإعمار وإعادة تأهيل المستشفيات دون انتظار تشكيل القوة الدولية التي سيتم تأجيل نشرها إلى وقت لاحق، مع تأجيل أيضا لعملية نزع سلاح حركة حماس.
وشكل استمرار سيطرة حماس على أجزاء من غزة ورفضها نزع السلاح الفوري، وتردد إسرائيل في الانسحاب الكامل من الأجزاء التي تحتلها في القطاع دون ضمانات،عقبات في طريق تنفيذ الخطة الأصلية للتسوية وجعلها معرضة للفشل مما استوجب تعديلها.
يشار إلى أن الرفض الإقليمي والدولي للمشاركة في قوة عسكرية مباشرة، بسبب مخاوف من التورط في صراع طويل. كان عاملا رئيسيا في دفع إدارة ترامب إلى إعادة ترتيب الأولويات لتجنب الفشل في تنفيذ الخطة.