لم تكن ساعات طويلة تلك التي فصلت بين توجيه دونالد ترامب إنذاره الأخير لقبول حماس بصفقة شاملة في غزة، وبين دوي طلقات نارية داخل محطة حافلات مركزية في القدس، عملية أوقعت قتلى وإصابات محرجة في صفوف الإسرائيليين.. ولسؤال عريض "أُطلق العنان" لماذا اليوم وما سر التوقيت؟.
"مباركة عاجلة" صدرتها حركة حماس في أعقاب الهجوم.. لم تتوقف عند حدود الفرح بنتائجه، بل دعت أي الحركة لـ"تصعيد الاشتباك"، قائلة إن "ضرب العمق الأمني"، "بمثابة رد طبيعي على جرائم إسرائيل، على حد تعبيرها، وأنها أي "عملية القدس" رسالة واضحة بأن مخططات إسرائيل بـ"احتلال غزة" وتدميرها لن تمرّ دون عقاب.
لم تذكر الحركة في "بيان المباركة" سابق الذكر أي رسائل أخرى، لكن تطور القدس جاء بعد ساعات ليست بالطويلة من إعلان ترامب أن إدارته وجهت إنذاراً للحركة بضرورة القبول بالمقترح المطروح في غزة، محذراً من "عواقب وخيمة" في حال رفض الصفقة.
لهجة ترامب ذات "السقف المرتفع" أكدت أنه على الحركة "التعامل مع المبادرة بجدية"، باعتبارها "الفرصة الأخيرة" للتوصل إلى اتفاق يوقف الحرب وتؤسس لمسار تفاوضي جديد، مشيراً إلى أن الإسرائيليين قبلوا بالشروط، وأن الدور حان الآن على حماس لاتخاذ القرار.
حماس بدورها لم تتأخر بتأكيدها تلقي ما اعتبرتها "بعض الأفكار" عبر وسيط، وأنها جاهزة فورا للجلوس إلى طاولة المفاوضات لبحث إطلاق سراح جميع الرهائن مقابل إعلان واضح بإنهاء الحرب والانسحاب الكامل..
مراقبون وجدوا أن بصمات هجوم اليوم في القدس قد تحمل رسائل أخرى من حماس لا ترسل عبر وسطاء بل بسلاح له زناد، ليبقى السؤال الذي يشغل الجميع، هل سيدفن هجوم القدس أي فرصة لإنقاذ غزة، أما أنه سيُصنف ضمن الخسائر الهامشية للحرب ويسير ملف التفاوض قدما؟