أوروبا تعيد فتح ملاجئ الحرب الباردة.. التحذيرات تصاعدت في أوروبا الشرقية.. موسكو قد تشن حربًا واسعة على القارة العجوز.. ولكن السؤال اليوم.. هذه التحذيرات إنذار حقيقي، أم مجرد أداة سياسية ودعائية؟
من منظور عسكري، روسيا تستعد لتصعيد محتمل.. ترسانتها الصاروخية تتوسع، والتعبئة العسكرية تشمل نحو 160 ألف جندي إضافي، مع دعم من الصين وإيران، وحتى جنود من كوريا الشمالية وكوبا.. في المقابل أوروبا تزيد ميزانيات الدفاع، وتعيد فتح ملاجئ الحرب الباردة، وتستعد لتدريب شعوبها على أسوأ السيناريوهات.
الرئيس الروسي فلادمير بوتين يرى التوسع وسيلة للخروج من التراجع، وأوكرانيا هي بوابة هذا الطموح.. اقتصاديًّا، روسيا تعاني، لكنها لا تزال قادرة على الضغط على أوروبا سياسيًّا وإستراتيجيًّا، مستغلة الانقسامات داخل الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو.
المحللون يوضحون أن التحذيرات الروسية ليست مجرد دعاية، بل أداة للضغط السياسي، لتحفيز أوروبا على تعزيز الإنفاق الدفاعي، وخلق حالة من القلق بين الرأي العام، ودعم أوكرانيا، والحفاظ على التماسك الغربي.
أوروبا من جهتها تتخذ خطوات واقعية.. بولندا تخطط لتدريب كافة الذكور البالغين، وألمانيا تخصص ميزانية ضخمة للدفاع، ودول البلطيق تعيد النظر في حظر الألغام الأرضية، لتعزيز القدرة الدفاعية الذاتية.
السيناريوهات المحتملة ثلاثة.. مواجهة طويلة بين الناتو وروسيا دون حرب شاملة، أو حياد أوكرانيا مقابل ضمانات أمنية، أو تصعيد نتيجة حادث محدود قد يتسع سريعًا.
في نهاية المطاف هذه التحذيرات تمثل مزيجًا من تقييمات عسكرية حقيقية، وإستراتيجية ضغط دولي، ورسائل ردع واضحة.. أوروبا تتحرك بحذر، وروسيا تراقب، بينما العالم كله يترقب.