مقتل 8 أشخاص بغارات أمريكية على 3 مراكب في شرق المحيط الهادئ
قال مصدر دبلوماسي روسي، في تصريحات خاصة لـ"إرم نيوز"، إن موسكو موافقة على المفاوضات مع كييف في تركيا، و"لكن بشروط ثابتة"، كاشفاً كواليس الموقف الروسي والسيناريوهات المتوقعة حال انطلاق المفاوضات من جديد في أنقرة.
وبينما تتجه الأنظار نحو جبهات القتال المشتعلة في شرقي وجنوبي أوكرانيا، تتصاعد خلف الكواليس حركة سياسية لا تقل تعقيدًا عن الميدان، خاصة أن المشهد الدولي لا تزال فيه تحولات مفاجئة بين أوروبا وواشنطن وحتى روسيا.
وفي خضم هذا المشهد المتشابك، تعود تركيا إلى الواجهة بوصفها محطة محتملة لإحياء المسار التفاوضي بين روسيا وأوكرانيا. لكن هذه العودة لا تأتي من فراغ، بل تعكس إدراكًا دوليًا بأن الحرب وصلت إلى نقطة تحتاج لإعادة تقييم المسارات، ولو على مستوى الاختبار السياسي.
وأكد الدبلوماسي الروسي أن موافقة موسكو على استئناف المفاوضات مع كييف في تركيا ليست "انفراجة" كما يصورها الإعلام الغربي، بل خطوة محسوبة تهدف إلى اختبار مدى جدية الجانب الأوكراني بعد أشهر من الجمود وتراكم الضغوط العسكرية والسياسية.
وقال المصدر إن الحديث عن مسار تفاوضي جديد يُستغل داخل المنظومة الغربية كجزء من الحرب الإعلامية ضد روسيا، عبر بث تعليقات غامضة وفرض سرديات مصطنعة توحي بأن موسكو هي من تبحث عن مخرج.
وأشار المصدر إلى أن الموقف الروسي ثابت منذ اليوم الأول وأن بلاده لم تغلق باب التفاوض يومًا، وأن الكرة لا تزال في الملعب الأوكراني.
وأضاف أن الإشارة الروسية الأخيرة إلى تركيا كمنصة محتملة للحوار ليست تغييرًا في السياسة، بل إعادة تأكيد للاستعداد المبدئي للحل السياسي، خاصة مع تقدم القوات الروسية وتراجع قدرات الجيش الأوكراني مع تصاعد الأصوات الأوروبية المطالبة بوقف الحرب.
وكشف أن موسكو تدخل أي مفاوضات جديدة اعتمادًا على الوثيقة الأساسية التي سبق تسليمها لكييف، والتي تتضمن الشروط الروسية المعروفة وهي تحييد أوكرانيا ونزع سلاحها، وأيضا منع انضمامها للناتو، وأخيرًا ضمان بقاء المقاطعات الأربع والقرم تحت السيطرة الروسية.
وشدد على أن هذه الشروط لم تتغير حتى الآن، لكنها ليست جامدة بالكامل، إذ قد تُراجع مستقبلًا وفق تطورات الميدان ومستقبل الدولة الأوكرانية نفسها.
أما عن السيناريوهات المتوقعة في تركيا، فيرى المصدر 3 سيناريوهات محتملة، أولها إجراء محادثات تقنية محدودة لا تتجاوز بحث ترتيبات إنسانية ووقف إطلاق النار المؤقت، والثانية محاولة غربية لدفع كييف نحو تنازلات صغيرة لإظهار تقدم سياسي من دون الدخول في الحل الجذري.
وتابع: "السيناريو الثالث هو الأكثر ترجيحًا يتمثل في بقاء الحوار شكليًا إذا لم يُظهر الجانب الأوكراني استعدادًا للاعتراف بالحقائق الجديدة على الأرض".
وأضاف الدبلوماسي الروسي أن أي تغيير في الشروط الروسية سيكون مرهونًا بتقدم العمليات العسكرية، وأن الحديث عن تبادل أراضٍ مجرد تضليل لا يعكس موقف موسكو الحقيقي.
