logo
العالم

مستشار بوتين السابق لـ"إرم نيوز": حالتان تدفعان روسيا لاستخدام السلاح النووي

المستشار السابق لبوتين، سيرغي ماركوف

قال سيرغي ماركوف، المستشار السابق للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إن روسيا لن تلجأ إلى استخدام السلاح النووي إلّا في حالتين محددتين.

وذكر في حوار مع "إرم نيوز"، أن "روسيا لا تعتبر السلاح النووي وسيلة للهجوم، بل أداة ردع تحمي بها أمنها القومي".

وأضاف أن روسيا لن تلجأ إلى استخدام السلاح النووي إلا إذا واجهت أولا تهديدا وجوديا، وثانيا إذا تورطت عسكريا مع قوى نووية معادية.

وأوضح ماركوف، أن "الحديث المتصاعد عن استئناف التجارب النووية يعكس تدهور الحوار الدبلوماسي أكثر من كونه مؤشرًا على سباق تسلح فعلي"، مشيرًا إلى أن فشل تمديد معاهدة "نيو ستارت" قد يفتح الباب أمام مرحلة جديدة من الفوضى النووية وغياب الشفافية.

أخبار ذات علاقة

صاروخ روسي

مع اقتراب انتهاء "نيو ستارت".. العالم يقف على "مفترق نووي" خطير

 وتاليا نص الحوار:

بدايةً.. كيف يمكن قراءة تصاعد اللهجة العدائية بين موسكو وواشنطن مؤخرًا؟

تصاعد اللهجة بين موسكو وواشنطن يعكس عودة واضحة لمرحلة "الردع النووي" التي سادت خلال الحرب الباردة، خاصة وأن روسيا ترى في قدراتها النووية الضمانة الأساسية لأمنها القومي، في حين تتمسك الولايات المتحدة بتفوقها للحفاظ على ميزان القوة.

هذا التوتر يعبر عن صراع أعمق بين رؤيتين للعالم، حيث يُستخدم السلاح النووي كرمز للهيمنة السياسية وليس كوسيلة عسكرية فحسب.

 هل دخل العالم مرحلة جديدة من الردع النووي بعد تصريحات ترامب وبوتين؟

لا أعتقد أن هناك تحركات فعلية من جانب واشنطن نحو تنفيذ أي تجارب نووية، وما حدث هو سوء فهم من ترامب لتصريحات روسية تتعلق بمشروعات تطوير الصواريخ مثل "بوريفيستنيك" و"بوسيدون".

وأعتقد أن روسيا لم تُجري تجربة نووية فعلية، بل اكتفت بالتجارب التقنية، وهو ما أوضحه ترامب سابقًا، لكن الموقف كله أظهر هشاشة التواصل بين القوتين النوويتين.

 هل التحركات الأخيرة تعني بداية سباق تسلح نووي جديد؟

من غير المرجح أن نشهد تجارب نووية ميدانية قريبًا، لكن تصاعد اللهجة بين موسكو وواشنطن يكشف تراجع قنوات الاتصال. هذه الأزمة ليست نتيجة نية في المواجهة بقدر ما هي نتيجة غياب الحوار الدبلوماسي. وربما يكون هذا التصعيد اللفظي فرصة لعودة المفاوضات حول الأمن النووي، لأن استمرار الغموض قد يقود إلى سباق تسلح جديد دون إعلان رسمي.

كيف يمكن تفسير تصريحات وزير الدفاع الروسي حول الاستعداد للتجارب النووية؟

تصريحات وزير الدفاع الروسي بضرورة الاستعداد لا تعني تنفيذا وشيكا للتجارب، بل هي تعبير عن استعداد وقائي تحسبا لأي خطوة أمريكية مفاجئة.

روسيا لا ترغب في خرق التوازن النووي، لكنها تشعر بقلق متزايد من غياب الشفافية الأمريكية وتراجع المفاوضات الثنائية.

لذا يمكن القول إن الموقف الروسي هو رد فعل دفاعي وليس هجوميًا، خصوصًا مع تصاعد سياسات واشنطن التي تُفسر في موسكو كاستفزاز مباشر.

 ما السيناريوهات المحتملة إذا فشلت واشنطن وموسكو في تمديد معاهدة "نيو ستارت"؟

فشل تمديد المعاهدة سيؤدي إلى غياب الإطار القانوني الذي يحد من حجم الترسانات النووية، ما يعني زيادة سباق التسلح وعودة الشكوك المتبادلة.

وتخشى روسيا أن تستخدم واشنطن أي نظام بديل كأداة رقابة غير متكافئة، لذا فدون هذه المعاهدة ستضعف المراقبة الميدانية، وتضيع الشفافية التي كانت أساس الاستقرار النسبي في العلاقات النووية بين البلدين.

 هل يملك المجتمع الدولي أدوات فعالة لردع العودة إلى التجارب النووية؟

المجتمع الدولي أصبح عاجزًا عن ضبط القوى الكبرى، والمنظمات الأممية فقدت استقلالها وأصبحت رهينة النفوذ الغربي، بسبب عدم وجود آلية واقعية لفرض الردع على دول مثل الولايات المتحدة أو روسيا أو الصين.

النظام الدولي، كما كان قائمًا بعد الحرب الباردة، تم تفريغه من محتواه، وأصبحت القوانين تُستخدم سياسيًا لا لحماية الأمن الجماعي.

أخبار ذات علاقة

وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف

لافروف: روسيا ستجري تجارب نووية ردا على "خطوات مماثلة"

إلى أي مدى يمكن أن تستخدم روسيا ورقة التهديد النووي في ملف أوكرانيا؟

روسيا لا تعتبر السلاح النووي وسيلة للهجوم، بل أداة ردع تحمي بها أمنها القومي، ولن تلجأ إلى استخدامه إلا إذا واجهت تهديدا وجوديا أو تورطا عسكريا مباشرا من قوى نووية معادية.

الردع النووي بالنسبة لروسيا جزء من فلسفة الدفاع وليس العدوان، والحديث عنه يهدف لإيصال رسالة سياسية وليس نية حقيقية للاستخدام.

 كيف سينعكس هذا التصعيد على مواقف الصين وأوروبا؟

الصين وأوروبا تتخذان موقفًا حذرًا، خاصة وأنهما تفضلان الحفاظ على الاستقرار العالمي بدل الدخول في سباق تسلح، فكلاهما يدعو للتهدئة ويعارض استئناف التجارب النووية، لكن تأثيرهما الفعلي محدود.

يمكن تلخيص المشهد بأن بكين تركز على مصالحها الاقتصادية، بينما تخشى أوروبا من تحول التوتر بين موسكو وواشنطن إلى مواجهة مباشرة تهدد أمنها.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC