بينما تُحلق صواريخ "باتريوت" في سماء أوكرانيا أو تُنقل على وجه السرعة إلى مناطق التوتر حول العالم، تتنامى في أروقة القرار الأمريكي حالة من القلق وسط تساؤلات ملحة يقول أصحابها: " هل بات المخزون الأمريكي من أحد أبرز أنظمة الدفاع الجوي يقف على أعتاب مرحلة النفاد؟"
في ظاهر الأمر تبدو الولايات المتحدة تتحرك بديناميكية على رقعة الشطرنج الدولية تمد حلفاءها بما يحتاجون إليه من أنظمة دفاعية متطورة وتقف وراءهم كداعم أول في وجه التهديدات المتصاعدة لكن خلف الأبواب المغلقة، يدور نقاش من نوع آخر..
يقول مسؤولون في وزارة الدفاع الأمريكية، بحسب تقارير نشرتها صحف مثل وول ستريت جورنال ونيويورك تايمز، إن مخزون صواريخ باتريوت في منظومة الدفاع الجوي الأمريكية يواجه تآكلاً غير مسبوق بسبب حجم الطلبات المتدفقة من شركاء أمريكا في مناطق النزاع.
ففي أوكرانيا وحدها، استُهلكت كميات كبيرة من صواريخ باتريوت في التصدي للموجات الروسية، وفي إسرائيل، حيث بلغ التوتر ذروته عقب تصعيدات طهران تطالب تل أبيب بالمزيد، ما يضع واشنطن في موقف معقد بين الالتزام العسكري والقدرة الواقعية.
رغم ضخامة الترسانة الأمريكية فإن إنتاج صواريخ باتريوت ليس بالأمر السريع. بحسب شركة Raytheon المصنعة، فإن تصنيع صاروخ واحد قد يستغرق عدة أشهر، كما أن الكلفة الواحدة تصل إلى 4 ملايين دولار..
ما يزيد الطين بلة أن الكونغرس لم يقر حتى الآن حزمة التمويل الجديدة للمساعدات العسكرية، ما جعل البنتاغون يسحب من مخزونه مباشرة لتلبية الاحتياجات الفورية، متجاوزًا الأطر الاعتيادية.
ولإيجاد مخرج لهذا النقص يضغط البيت الأبيض لتوسيع الإنتاج العسكري المحلي وزيادة الميزانيات الدفاعية المخصصة للذخائر الاستراتيجية وهناك حديث عن منح شركات التصنيع إعفاءات وإمدادات أسرع لتسريع دورة الإنتاج، وربما أيضًا عن إعادة النظر في سياسات تصدير السلاح.