كيف يمكن لأقوى حليف لإسرائيل أن يتحول إلى تهديد وجودي لها؟
سؤال يبرز بوضوح اليوم بعد أن بدأت صور الحرب في غزة تصنع فجوة بين إسرائيل وشعب أقوى داعم لها.. الولايات المتحدة الأمريكية.
الاستطلاعات الأخيرة تكشف الحقيقة؛ استطلاع حديث أجرته "يوغوف" بالتعاون مع مجلة "ذا إيكونوميست" أظهر أن 43% من الأمريكيين يعتقدون أن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة..
نسبة الأمريكيين الذين ينظرون إلى إسرائيل نظرة سلبية وصلت إلى 53%، وهو أعلى مستوى منذ 25 عاما، حتى بين الجمهوريين الشباب والديمقراطيين، بدأ الدعم يتصدع بشكل غير مسبوق.
الديمقراطيون الصغار يشعرون بالصدمة من معاناة الفلسطينيين، ويربطون بين تاريخ الظلم في أمريكا وما يعيشه الفلسطينيون، بينما الجمهوريون الأصغر سنا بدؤوا يشككون في جدوى إنفاق مليارات الدولارات على إسرائيل، خاصة بعد دعم أوكرانيا..
إسرائيل بحساباتها السياسية الداخلية والخارجية، وضعت نفسها في زاوية صعبة، متحالفة مع تيارات سياسية أمريكية محدودة، متجاهلة التغيرات الاجتماعية والقيمية في أكبر ديمقراطية بالعالم.
الاستيطان، والانحياز السياسي، والحرب على غزة، تصنع صورة دولة صغيرة معزولة دوليا، تعتمد كليا على الحماية الأمريكية، لكن عندما يتراجع الدعم الشعبي، حتى التعاون العسكري المتقدم يصبح عرضة للضغط السياسي والقانوني.. إسرائيل تخاطر بفقدان ما لا يمكن تعويضه.. حاميها التاريخي والمفتاح لبقائها الآمن.
باختصار، إسرائيل تخسر أمريكا تدريجيا بفعل تراجع الدعم الشعبي، وتضارب القيم والمصالح، وسياسات إسرائيل الداخلية والخارجية التي تصطدم بالوعي الأمريكي الجديد..
كل صورة مؤلمة من غزة، وكل قرار استيطاني، تقرب إسرائيل خطوة أخرى من فقدان أقوى حليف لها..
والسؤال الأهم: هل ستكون إسرائيل مستعدة لمواجهة هذا الواقع؟