بإجماع على استنكار العدوان الإسرائيلي والتضامن الكامل مع قطر وقرارات كان أبرزها تفعيل آليات الدفاع المشترك وقدرات الردع الخليجية، هكذا انتهت القمة الطارئة العربية والإسلامية في الدوحة وسط أجواء مشحونة بعد الضربة الإسرائيلية التي استهدفت أعضاء من حركة حماس داخل العاصمة القطرية ما شكل خرقا غير مسبوق لسيادة قطر.
القادة المجتمعون أدانوا إسرائيل بأشد العبارات، واعتبروا الهجوم عملا عدوانيا يهدد الاستقرار، مع التطرق لمحاسبة إسرائيل قانونيا عبر الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان، فضلا عن العرقلات التي فرضتها الضربة الإسرائيلية الأخيرة لكل جهود التهدئة في غزة وقضية تبادل الأسرى وفك الحصار عن القطاع، حيث نسفت وفق مراقبين هذه الضربة مفاوضات كانت تجري بوساطة قطرية ومصرية وأمريكية لوقف إطلاق النار في غزة.
هذه القمة أعادت توجيه البوصلة حول قدرة العالم العربي والإسلامي على توحيد موقفه وتحويله إلى أدوات ضغط حقيقية على إسرائيل سواء في مجلس الأمن أو عبر تحركات سياسية واقتصادية منسقة،في المقابل من المرجح أن ترد إسرائيل بتبرير العملية باعتبارها ضربة وقائية ضد أهداف تهدد أمنها، سيما وأنها أكدت بأنها ستواصل استهداف أي مقرات لحركة حماس، وربما تقدم تنازلات شكلية مثل السماح بإدخال مساعدات إنسانية لتخفيف الغضب الدولي، لكنها ستواصل استهداف ما تعتبره بنى تحتية معادية أينما وجدت.
وبذلك تفتح القمة الباب أمام مرحلة جديدة من المواجهة الدبلوماسية التي قد تعيد ترتيب مسار الوساطات الجارية في المنطقة، وقد تحدد شكل العلاقة بين إسرائيل والدول العربية في الأشهر المقبلة، فإما أن تكون بداية لتصعيد سياسي يجمد مشاريع التطبيع أو لحظة ضغط تدفع تل أبيب لتقديم تنازلات حقيقية على طريق التهدئة.