رأى خبراء أن القمة العربية الإسلامية الطارئة التي عقدت في العاصمة القطرية الدوحة، حملت "رسائل مهمة من القادة والزعماء المشاركين".
وبحسب الخبراء، من أبرز هذه الرسائل أن "لغة المصالح التي يفهمها الغرب ستكون حاضرة للتأثير والمضي نحو نظام عالمي لا يقوم على قطب أوحد، ولا يترك إسرائيل من دون محاسبة على جرائمها".
وأوضحوا أن "من أبرز رسائل القمة أن انعقادها السريع بعد العدوان الإسرائيلي على قطر شكّل عامل ضغط على الولايات المتحدة، بإظهار قدرة التكتلات العربية والإسلامية على التحرك الدولي في ظل متغيرات تهدد نظام القطب الأوحد وبروز تكتلات أخرى".
كما شكّلت القمة فرصة للحشد الدولي من أجل الاعتراف المنتظر الأسبوع المقبل بدولة فلسطين من قبل دول الغربية.
ورأت الباحثة السياسية الفلسطينية تمارا حداد، أن "القمة حملت رسائل قوية يُنتظر أن تتحول إلى آليات تنفيذ عبر إجراءات قانونية ودبلوماسية على المستوى الدولي والأممي، عنوانها وقف العدوان الإسرائيلي على غزة".
وأوضحت حداد لـ"إرم نيوز"، أن "استمرار العدوان بعد استهداف قطر ينطوي على تهديد لدول أخرى مستقبلًا، في وقت تتبع فيه إسرائيل سياسة الفوضى الخلّاقة لفرض واقع جديد في المنطقة".
وأضافت أن "البيان الختامي عكس بعدًا استراتيجيًا دفاعيًا عن أي دولة تُستهدف من جانب تل أبيب، في ظل إدراك عربي وإسلامي لمخطط إسرائيل التوسعي من الفرات إلى النيل، بدعم أمريكي يهدف إلى تمكينها كقوة مهيمنة في المنطقة".
ولفتت إلى أن "انعقاد القمة يعكس استعداد الدول المشاركة، وفي مقدمتها مصر وتركيا ودول الخليج العربي، لاستخدام مختلف الأوراق الاقتصادية والسياسية والأمنية والعسكرية للضغط على الولايات المتحدة ودول غربية من أجل وقف إسرائيل عند حدودها، وصون السلام الإقليمي".
من جانبه، رأى الباحث في العلاقات الدولية أحمد ياسين، أن "الرسالة الأبرز التي وجّهتها القمة هي إحداث زخم سياسي ودبلوماسي كبير عبر هذا التجمع، من خلال الهجوم المباشر على السياسات الإسرائيلية العدوانية ودعم الشعب الفلسطيني، قبل أيام من اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، والتي يُنتظر أن تشهد اعترافات أوروبية بدولة فلسطين".
وأوضح ياسين لـ"إرم نيوز"، أن "القمة، بما رافقها من تنسيق، تحمل ضغوطًا جماعية على الدول الغربية المترددة في قرار الاعتراف بدولة فلسطين، فضلًا عن دفعها لاتخاذ مواقف عملية تجاه الجرائم الإسرائيلية والاعتداء على قطر".
وأكد أن "هذه الرسالة جاءت واضحة من خلال سرعة الدعوة لعقد القمة، بهدف ردع إسرائيل عن تكرار اعتداءاتها".
وأشار ياسين، إلى أن "القمة تضع الدول العربية والإسلامية أمام مسؤوليات أكبر لدعم المسار الرافض لتهجير الفلسطينيين وإنهاء العدوان على غزة، عبر عمل منظم يساند جهود الخليج ومصر والأردن في الدفاع عن القضية الفلسطينية في المحافل الدولية".
وشدد على أن "هذا التجمع يمثّل رسالة قوية لإسرائيل والولايات المتحدة، بأن الدول التي استطاعت الاجتماع على موقف موحد، قادرة على إنشاء آلية فاعلة داخل الكيانات الدولية، بما يساهم في إنهاء سياسة القطب الأوحد، التي حمت إسرائيل وجعلتها تتصرف بلا خشية من المحاسبة".
واعتبر ياسين، أن "هذه الرسالة ستقف أمامها واشنطن بجدية، خاصة مع خشيتها من تكتل تقوده روسيا والصين" وفق تعبيره.
أما الباحث السياسي اللبناني عبد الله نعمة، فرأى أن "القمة حملت رسائل جوهرية من القادة العرب والمسلمين، بالعمل على قرارات تتجاوز اللحظة الراهنة وتعرقل مخططات إسرائيل التوسعية".
وأشار نعمة لـ"إرم نيوز"، إلى "رسائل قوية، من أبرزها ما جاء في كلمة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، التي اعتبر فيها أن إسرائيل تجاوزت الخطوط الحمراء عبر جرائم قتل الأطفال في غزة، وصولًا إلى مشروعها العدواني في لبنان وسوريا، وما جرى أخيرًا في الدوحة من عمل إرهابي في دولة تسعى إلى السلام".
وأضاف أن "من أهم الرسائل التي وُجهت للإسرائيليين أن حكومتهم تدفع نحو تعطيل جميع مبادرات السلام، وهو ما سينعكس سلبًا على استقرارهم وأمنهم في المنطقة، مؤكدًا على ضرورة وقف العدوان على غزة والغارات المتواصلة على لبنان بلا أي مبرر".