انسحاب وزراء الثنائي الشيعي من جلسة الحكومة اللبنانية قبل مناقشة بند حصر السلاح
تتصاعد أزمة سياسية في إسرائيل على خلفية تصديق تل أبيب على تقديم الوسيطين في القاهرة والدوحة مقترحًا لصفقة وقف إطلاق النار، كانت حركة حماس وافقت عليه في وقت سابق.
ووفق تقارير عبرية، لا قرارَ واضحًا حتى الآن من تل أبيب بعد الخلافات التي ضربت الائتلاف حول الصفقة الجزئية المقدَّمة، إذ كان هناك إصرار على صفقة شاملة، بينما يردّ الوسطاء وحماس بأن المقترح ليس جزئيًّا بل شامل لكنه تدريجي.
وعلّق مصدر سياسي إسرائيلي على رد حماس على الاتفاق الجزئي، قائلًا: "موقف إسرائيل لم يتغير، وهو إطلاق سراح جميع الرهائن والالتزام بالشروط الأخرى المحددة لإنهاء الحرب".
وزعم المصدر، خلال تصريحات لقناة "12" العبرية، أن رد حماس يتوافق مع اقتراح ويتكوف بنسبة 98% تقريبًا، وهو الاقتراح الذي وافقت عليه إسرائيل بالفعل في الماضي.
في المقابل، هناك هجوم سياسي كبير ضد نتنياهو من عدة وزراء وحتى أسر الرهائن لرفض صفقة جزئية والإصرار على صفقة شاملة.
وأشار الإعلام العبري إلى تصريحات المسؤول في حركة حماس طاهر النونو، الذي قال إن الاتفاق يتضمن ضمانات أمريكية ودولية باستمرار وقف إطلاق النار حتى بعد الـ60 يومًا، طالما جرت مفاوضات لإنهاء الحرب.
وتابع النونو: "اتفقنا على تسوية من باب المسؤولية الوطنية، وننتظر الآن الرد الإسرائيلي". وأضاف: "هذه ليست مجرد صفقة جزئية، بل صفقة تُفضي إلى اتفاق نهائي، ونأمل أن تنتهي الحرب وأن يصبح وقف إطلاق النار المؤقت لمدة 60 يومًا وقفًا دائمًا".
ويتضمن المقترح تغيير خطوط الانسحاب في المناطق المأهولة بالسكان إلى 800 متر، وإدخال 600 شاحنة مساعدات يوميًّا، بالإضافة إلى المواد المخصصة للملاجئ وإعادة الإعمار.
بالإضافة إلى ذلك، سيتم إطلاق سراح 1700 أسير فلسطيني، منهم 1500 من سكان قطاع غزة. وسيتضمن الاقتراح وقف إطلاق نار لمدة 60 يومًا تُجرى خلالها مفاوضات لإنهاء الحرب.
ومع نجاح المسار، فإنه سيشكل الأساس لوقف شامل لإطلاق النار بين الجانبين.
ويأتي هذا التطور، وفق ما أشارت إليه القناة "السابعة" العبرية، بعد ساعات من تصريح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن الحل المحتمل لن يتحقق إلا بالمواجهة المباشرة مع حماس. وقال: "لن نرى عودة بقية الأسرى إلا بعد مواجهة حماس وتدميرها، وكلما أسرعنا في ذلك زادت فرص النجاح".
من جانبه، ردّ وزير الأمن القومي إيتامار بن غفير قائلًا: "إذا استسلم نتنياهو لحماس وأوقف الحرب، فسيكون ذلك صرخة لأجيال وفرصة ضائعة هائلة".
وأضاف بن غفير: "في المرة السابقة، فوّت رئيس الوزراء إنذار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي طالب بإطلاق سراح جميع الرهائن أو فتح أبواب الجحيم، مع أنني حذّرت من أن هذا خطأ تاريخي".
وأوضح: "لدينا الآن فرصة لهزيمة حماس، وأقول لرئيس الوزراء: ليس لديك تفويض بالذهاب إلى اتفاق جزئي دون هزيمة حماس".
كما شدد الوزير بتسلئيل سموتريتش قائلًا: "نحن نقاتل فقط من أجل النصر، ولا يمكننا بأي حال من الأحوال التوقف في منتصف الطريق بصفقة جزئية ستتخلى عن نصف الرهائن". وأضاف: "قد تؤدي إلى توقف الحرب وهزيمة حماس بضغط كبير من احتلال غزة. ولهذا السبب تُحاول حماس العودة إلى صفقة جزئية. لذلك علينا عدم الاستسلام ومنح العدو طوق نجاة، بل المواصلة حتى النهاية، انتصروا وأعيدوا جميع الأسرى دفعة واحدة".
ومن المرات القليلة التي توافقت فيها آراء أسر الرهائن مع بن غفير وسموتريتش، إذ رفضوا الصفقة الجزئية أيضًا، رغم أن الوسطاء وحماس يؤكدان أنها شاملة، بقولهم: "يا للعار! إذا استسلمت الحكومة الإسرائيلية لحماس، ووافقت رغم كل شيء على اتفاق جزئي، إنه أمرٌ مُخزٍ. منذ أشهر تسخر حماس منا وتماطل لكسب الوقت، يجب على إسرائيل ألا تستسلم لهم مرة أخرى. بينما يُدرك الرئيس الأمريكي ويُعلن بوضوح ما يجب فعله، في المقابل رئيس الوزراء خائف ويتصرف بتهور".
وتزامنًا مع هذه التطورات السياسية، رفعت قوات الجيش الإسرائيلي من الضغط العسكري في وسط غزة بالدبابات المتقدمة والغارات الجوية.
وكان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو علّق على هذه التقارير لأول مرة قائلاً في مقطع فيديو نشره بعد زيارته لفرقة غزة: "مثلكم، أسمع التقارير في وسائل الإعلام، ومنها يمكنكم الحصول على انطباع واحد: حماس تتعرض لضغط كبير".
وأشار إلى أنه ناقش "خطتنا بشأن مدينة غزة" مع وزير الدفاع يسرائيل كاتس ورئيس الأركان إيال زامير.