اجتاح عشرات الآلاف من المتظاهرين شوارع تل أبيب ليل الأحد، في تحرك احتجاجي لمطالبة الحكومة الإسرائيلية بإنهاء الحرب في غزة وإبرام اتفاق لإعادة الرهائن، الأمر الذي رفضه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
هذا التحرك، وهو الأوسع لعائلات الرهائن، شهد انضمام وجوه سياسية خصوصا من معارضي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وهتف عشرات الآلاف من المحتجين في تل أبيب "أعيدوهم جميعا" و"أوقفوا الحرب"، وتجمعوا في الساحة التي تشهد منذ أكثر من 22 شهرا، تحركات لعائلات الرهائن المحتجزين منذ هجوم حركة حماس على إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.
وقدّر منتدى عائلات الرهائن الذي دعا الى إضراب وتحركات احتجاجية في مختلف أنحاء البلاد، عدد المشاركين في التحرك الليلي في تل أبيب بزهاء 500 ألف شخص، ورفع المحتجون صورا للرهائن ورايات صفراء وأعلام الدولة العبرية.
وجوه سياسية
الحراك في الشارع، والذي وصفه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بأنه يشجع حماس على المماطلة في أية صفقة قد تفرج عن الأسرى، متهما المتظاهرين بـ"دعم حماس"، استغلته شخصيات سياسية لرميه وحكومته بالتقصير والفشل في إيجاد حل ينهي معاناة أهالي الرهائن ويوقف "حربا بلا أهداف".
ومن أبرز تلك الشخصيات زعيم المعارضة يائير لابيد، الذي استغل الفرصة لانتقاد نتنياهو من "ساحة الرهائن"، قائلا إنه "عندما تُعارض الحكومة عائلات المختطفين والمتظاهرين، فهذا يُعزز حماس بشكل كبير".
أما وزير الدفاع الإسرائيلي السابق يوآف غالانت، فقد ظهر هو الآخر في الاحتجاجات إلى جانب عائلات الرهائن وممثلين عنهم، مؤكدًا دعمه للمطلب الرئيسي المتمثل في إنهاء القتال مقابل الإفراج عن الأسرى.
وردا على غالانت ولابيد، أكد نتنياهو أن حكومته "مصممة على السيطرة على مدينة غزة، رغم التحذيرات من أن هذه العملية قد تهدد حياة الرهائن المتبقين لدى حماس".
وقالت عيناف زانغاوكر، والدة الرهينة الإسرائيلي ماتان زانغاوكر، أمام المحتجين، "نطالب باتفاق شامل وقابل للتحقيق، إضافة إلى نهاية الحرب. نطالب بما يحق لنا به، أبناؤنا".
إضراب عام
احتجاجات مساء اليوم، سبقها مشاركة آلاف الإسرائيليين في إضراب عام شمل قطاعات مختلفة، تخلله إغلاق طرق رئيسية بينها الطريق السريع بين القدس وتل أبيب، حيث رفع المحتجون صور الرهائن، بينما أعلنت الشرطة أنها اعتقلت 38 متظاهرا خلال احتجاجات اليوم إثر اندلاع اشتباكات مع بعض المحتجين الذين أغلقوا الطرقات.
ويرى مراقبون أن اتساع دائرة التظاهرات، تعكس حالة الضغط الداخلي التي تقترب من الانفجار، مع تأكيد المحتجين أنهم قد يطورون أساليبهم من التظاهر إلى الاحتجاجات وربما العصيان المدني في مرحلة ما، منتقدين تجاهل حكومة نتنياهو لمطالبهم ومضيها في خططها المعلنة لاحتلال مدينة غزة وإخضاع القطاع عسكريًا.
"تركيز" على مدينة غزة
قبل التحرك الليلي، شهدت مدن عدة إغلاقا للطرق وإشعالا للإطارات، إلى جانب مناوشات مع عناصر الشرطة الذين انتشروا بكثافة بعد دعوات منتدى العائلات إلى التظاهر.
واعتبر نتياهو، من جهته، أن المطالبة بوقف الحرب تعد "تعزيزا" لموقف حماس التي تعهد "القضاء" عليها.
وقال في اجتماع للحكومة "أولئك الذين يدعون اليوم إلى إنهاء الحرب بدون إلحاق الهزيمة بحركة حماس، لا يعززون موقف حماس ويؤخرون تحرير رهائننا فحسب، بل يضمنون أيضا أن تتكرر مآسي السابع من تشرين الأول/أكتوبر".
وجاءت الاحتجاجات بعد أكثر من أسبوع من تصديق المجلس الوزاري الأمني على خطط للسيطرة على مدينة غزة في ظل أزمة انسانية في القطاع المحاصر والمدمّر، تحذر الأمم المتحدة من أنها بلغت شفير المجاعة.
وشهدت مدينة تل أبيب اشتباكات بين المتظاهرين وعناصر الشرطة، بعدما انطلق محتجون في مسيرة إلى مقر حزب الليكود الحاكم، وفق ما أفادت القناة 12 الإسرائيلية.
وحاول بعض المتظاهرين اقتحام المنطقة القريبة من مقر حزب الليكود، ما أجبر الشرطة على استخدام القوة لتفريق الحشود، وقد شهدت الاحتجاجات توتراً ملحوظاً، واعتقال عدد من المشاركين في هذه التظاهرات.