رغم أن كريستيانو رونالدو خاض 226 مباراة دولية مع منتخب البرتغال ليصبح أكثر لاعب مشاركة في تاريخ المنتخبات الوطنية، فإن منتخب بلاده حقق أكبر انتصاراته في غيابه، بعد حصوله على أول بطاقة حمراء في مسيرته الدولية أمام أيرلندا.
مع تساعية أرمينيا، ضمن الملاحون تأهلهم إلى كأس العالم 2026 للمرة التاسعة في تاريخهم. لكن هذه المباراة كانت فرصة مثالية لطرح السؤال الأهم.. هل البرتغال أفضل من دون رونالدو أم كان الاختبار سهلا؟
غياب الدون كشف تناقضا واضحا، بين افتقاد القيادة التي يفرضها في غرفة الملابس ولحظات الضغط، وبين تحرر اللاعبين الشباب على أرض الملعب. الفريق فقد صوته الأكثر خبرة، لكنه أتاح لوسطه وهجومه فرصة لتولي أدوار أكبر.
المثال الواضح كان غونزالو راموس، الذي شارك أساسيا بدلا من رونالدو وسجل الهدف الثاني بعد خطأ دفاعي لأرمينيا. كذلك تألق جواو نيفيز وسجل هدفين، الأول بتسديدة قوية من خارج المنطقة والثاني من ركلة حرة، مهام كانت عادة حكرا على رونالدو. ومع إضافة برونو فرنانديز الهدف الخامس من ركلة جزاء، تأكد توزيع المهام دون الاعتماد الكامل على النجم الأول للفريق. وبغض النظر عن الأهداف، كشف غياب رونالدو عن منتخب ممتع جماعيا، يتحرك بانسجام سواء في الضغط الهجومي أو التراجع لمواجهة المرتدات.
لذا تبرز أهمية إعادة هيكلة أدوار كريستيانو رونالدو مع المنتخب، بدل الاعتماد الكلي عليه كأساسي دائم؛ ما يمنح اللاعبين البارزين فرصة لتألق أكبر. هذا التوزيع الذكي يحافظ على قوة رونالدو وفعاليته في عمر الـ40، ويجنب الفريق تحميله عبء المسؤولية الكاملة عند أي إخفاق.