الرئيس الفنزويلي مادورو ومناورة جديدة للوقوف بوجه أمريكا، تتمثل هذه المرة بمراهنته على إحياء التحالف البوليفاري لشعوب أمريكا اللاتينية "ألبا"، فما هو هذا التحالف؟
تأسس تحالف "ألبا" عام 2004 بمبادرة من فنزويلا وكوبا، كإطار يساري يهدف إلى تعزيز التكامل الاقتصادي والاجتماعي بين دول أمريكا اللاتينية، وتقليص الهيمنة الأمريكية، إلا أن التحالف فقد خلال السنوات الأخيرة، جزءًا كبيرًا من ثقله بعد خروج دول محورية مثل الإكوادور وبوليفيا والأرجنتين وأوروغواي عن المسار اليساري؛ ما أضعف قدرته على التأثير بالقرارات الإقليمية، ولا سيما كالقرارات التي تتعلق بالحرب ضد أمريكا.
مادورو الذي يقف حتى الآن بوجه ترامب ويتغزل بجيشه وقدرته على الدفاع والهجوم، يراوغ سياسيًّا عبر هذا التحالف، كأداة سياسية وقانونية إقليمية لمواجهة التصعيد الأمريكي المتزايد ضد كاراكاس، والتي وسعت نطاق حصارها ليشمل ملاحقة ناقلات النفط الفنزويلية وقطع أي منافذ مالية محتملة، في محاولة لخنق نظام مادورو اقتصاديًّا.
ويرى خبراء في الشأن اللاتيني أن محاولة مادورو توظيف "ألبا" اليوم يندرج ضمن معركة رمزية أكثر منها إستراتيجية، إذ يفتقر التحالف إلى أدوات اقتصادية أو عسكرية حقيقية تمكنه من الضغط على واشنطن أو وقف تحركاتها العسكرية في محيط فنزويلا، فالدول النشطة حاليًّا داخل التحالف، مثل نيكاراغوا ودول كاريبية صغيرة، تعاني من هشاشة اقتصادية ولا تمتلك نفوذًا مؤثرًا في المحافل الدولية.
ويؤكد الباحثون أن أقصى ما يمكن أن يقدمه "ألبا" لمادورو هو غطاء معنوي وإعلامي يمنحه شرعية سياسية محدودة، في وقت خسرت فيه كاراكاس دعم قوى لاتينية وازنة ليبقى هذا التحالف سلاحًا سياسيًّا ضعيف الأثر أمام آلة الضغط الأمريكية.