لم تعد كلمة النفير العام في سوريا مستهجنة، فهي تطلق بين الفينة والأخرى تجاه طرف ما، لكنها تتطور في تفاصيلها بين نفير عام بشري بالعدد، وصولًا إلى نفير يخص الأسلحة، ظاهرة غريبة بقدر خطورتها، كانت بعض المجموعات العشائرية قد أعلنت عنها، فاتحة الباب أمام أي تبرعات لأي أسلحة نوعية يمكن أن تساعدها في مواجهتها المسلحة مع بعض الفصائل الدرزية "المتمردة" في محافظة السويداء، بعد الأحداث الدامية الأخيرة في الجنوب السوري.
من مضادات الدروع وصولًا لطائرات الدرون وغيرها من المعدات العسكرية التي أصبح لها سوق رائجة في ظل حالة الفوضى الأمنية التي تشهدها سوريا منذ سنوات، وسط غياب الأجوبة حول أسئلة انتشار السلاح بهذه الطريقة، وبأيدي تجمعات مسلحة على اختلاف الجغرافيا السورية، الأمر الذي زاد من حدة الفوضى، وفجر ما هو أشبه بحرب أهلية بعد سقوط النظام قبل أشهر.
بعض المجموعات العشائرية أكدت أن الهدف من حملة التبرعات التي أعلنت عنها هو تعزيز قدراتها القتالية في مواجهتها مع فصيل درزي دفاعًا عن وحدة سوريا فقط، فيما لا يُعرف مصدر هذه الأسلحة وكيفية تهريبيها من خارج سوريا، أو إذا ما كانت موجودة منذ مدة بحوزة هذه الجماعات المسلحة.
وكانت الاشتباكات المسلحة اندلعت الأسبوع الماضي بين العشائر البدوية وفصائل تابعة للمرجع الدرزي حكمت الهجري في السويداء، والتي بدأت على خلفية عمليات خطف متبادلة، ثم ما لبثت أن تحولت إلى معركة مفتوحة، هدأت مؤخرًا بفضل هدنة لا تزال هشة.
