بأدلة قوية لا يمكن تجاهلها تجد قوات بورتسودان نفسها في زاوية المحظورات الدولية.. واشنطن أعلنت بشكل لا لبس فيه استخدام تلك القوات لأسلحة كيماوية، وطالبتها بوقف أي استخدام إضافي لها، بل والتعاون الكامل مع منظمة حظر الأسلحة الكيماوية.. مطالب ولدت سؤالا لا يمكن تجاهله.. هل تجاوز عبد الفتاح البرهان خط اللا رجعة "الأحمر"؟.
ومع تجدد الدعوات للتحقيق في انتهاكات قوات بورتسودان.. عبّر تحالف "صمود" عن قلقه العميق مما كشفه مكتب الشؤون الأفريقية في الخارجية الأمريكية.. خاصة أن المعطيات تتقاطع مع تحقيقات إعلامية دولية رجحت استخدام غاز الكلور في هجمات قرب مصفاة الجيلي شمال الخرطوم.. ورغم نفي قوات البرهان للأمر إلا أن الاتهامات باتت تحاصرها وتضعها في مرمى العقوبات.
وجود أدلة على استخدام غاز الكلور في حرب السودان شكل صدمة لجهات حقوقية وقانونية، ودفعها للتأكيد على ضرورة التحرك السريع.. وهنا ترى هذه الجهات أن العقوبات المالية والدبلوماسية وربما العسكرية قد تكون الأداة الأكثر فاعلية لدفع الأطراف نحو طاولة التفاوض، خاصة أن غياب التبعات هو ما شجع الأطراف المتحاربة في السودان على ارتكاب الفظائع.
ويرى مراقبون أن هذا الملف سيضع قوات بورتسودان تحت ضغط قانوني غير مسبوق، في ظل رفع منسوب الحديث عن احتمال فتح مسارات محاكمة دولية وسط اتهامات بأن استخدام هذه الأسلحة يشكل جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية..
وفي المحصلة، يجد البرهان نفسه أمام لحظة حساب حقيقية، وفقا لحقوقيين.. فانتهاكات "براميل الموت" الكيماوية لا تهدد خصومه بل تطال موقعه الشخصي.. وقد تكون الشرارة التي تخرجه من المشهد أو حتى تضعه في قفص اتهام المحاكم.