logo
العالم العربي

البرهان يكسر وساطة "الرباعية" ويتمسّك بخيار الحرب في السودان

عبد الفتاح البرهانالمصدر: EPA

يرى خبراء أن رفض قوات بورتسودان بقيادة عبد الفتاح البرهان لوساطة المجموعة الرباعية وتعهدها بمواصلة القتال يعكسان اتجاهًا ثابتًا نحو إطالة أمد الحرب، باعتبار أن الهدف ليس الوصول إلى تسوية بل كسب الوقت لإعادة التموضع وتعزيز القدرات العسكرية.

ويشير الخبراء إلى أن التصعيد الأخير يكشف انقطاعًا عن المسار التفاوضي وتجاهلًا للجهود الإنسانية، ما يدفع السودان إلى مرحلة أكثر دموية في ظل تمسك القيادة بخيار القوة وإغلاقها أبواب الحل السياسي.

استغلال المبادرات الدولية

وقال الكاتب والمحلل السياسي، عمار سعيد، إن في كل محطة من محطات الحرب، أثبت عبد الفتاح البرهان أنه لا يبحث عن السلام بل عن الوقت، لإيجاد فرصة لإعادة التموضع، وحشد الحلفاء، وتوسيع دائرة التسليح.

مراوغات البرهان

وأوضح سعيد في حديث مع "إرم نيوز" أن رفض البرهان الأخير لمقترح المجموعة الرباعية، واتهامه المباشر لمستشار الرئيس الأمريكي مسعد بولس بالكذب، ليس سوى حلقة جديدة في سلسلة طويلة من المراوغات.

وأشار إلى أنه منذ اليوم الأول، قدم البرهان نفسه للمجتمع الدولي كطرف راغب في الحوار، بينما كان في الواقع يستغل كل مبادرة سياسية لشراء مزيد من الأسابيع والأشهر، ليرمم خلالها قواته المنهكة، ويعيد ترتيب خطوط امتداده العسكري لاستمرار الحرب.

وأضاف سعيد أنه خلال جولات التفاوض السابقة، ظهر هذا السلوك بوضوح من خلال وعود فضفاضة، وتوقيعات تُنتهك بعد ساعات، وتعهدات لا تجد طريقها للتطبيق، خاصة وأن تصريحات البرهان الأخيرة كشفت حقيقة موقفه، فحين يرفض وساطة دولية بهذا الوزن، ويتهم مبعوثًا أمريكيًا بالكذب، فهو عمليًا يكشف عن استراتيجيته القائمة على إطالة أمد الحرب مهما كان الثمن.

واختتم سعيد حديثه بالقول: إن هذه اللغة ليست مجرد موقف عابر، بل هي الحلقة الأخيرة التي تؤكد للعالم أن من يدعي السعي للسلام هو نفسه من يقتل فرصه، ويغلق آخر أبواب الحل، ويدفع السودان إلى مزيد من الدم والدمار.

تحدي المجتمع الدولي

من جانبه، أوضح الكاتب الصحفي والمحلل السياسي نجم الدين دريسة، أن تصريحات بولس الأخيرة التي قال فيها إن ملف الإخوان في السودان يمثل خطًا أحمر بالنسبة للولايات المتحدة والرباعية الدولية، وضعت التيار المناوئ لوقف الحرب في مواجهة ضغوط دولية متزايدة، الذي أعلن رفضه لأي هدنة أو تسوية سياسية. 

وأضاف دريسة لـ "إرم نيوز" أنه على الرغم من هذه التصريحات المناوئة لفرص إيقاف الحرب في السودان، إلا أن الدعوات الدولية والإقليمية والتي تهدف لهدنة إنسانية تتزايد لإنهاء معاناة السودانيين وإيقاف الحرب التي أدت إلى مقتل نحو 150 ألف شخص وتشريد أكثر من 12 مليونًا. 

أخبار ذات علاقة

محمد حمدان دقلو

"الدعم السريع" تعلن هدنة إنسانية من طرف واحد لـ3 أشهر في السودان

ولفت إلى أن أي جهود لحل أزمة السودان يجب أن تربط وقف الحرب بإنهاء سيطرة الإخوان المسلمين وشبكات الامتيازات على الجيش والأمن والاقتصاد، وتصفية شبكات التمكين.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC