وسط ضغط الأساطيل الأمريكية في الكاريبي وخيوط الدبلوماسية التي تحاك خلف الأبواب المغلقة.. يجد الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو نفسه أمام أخطر لحظة منذ وصوله للحكم.. لحظة تتقلص فيها خياراته وتتسع الطرق المؤدية لخروجه من المشهد.
وضمن ما يمكن وصفه بـ"سياسة الضغط القصوى" أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن إغلاق المجال الجوي فوق فنزويلا.. كل المؤشرات تدل على قرب انطلاق عمل عسكري لا تعرف حدوده، لكن أهدافه تطال بكل تأكيد نفوذ مادورو ووجوده في سدة الحكم، وبالتالي يمكن لخيارات العسكرة أن تتلاشى حدتها أمام تنازلات كبيرة قد تقدمها كاراكاس.
ولخلق "أرضية تفاوض غير متكافئة"، يرى مراقبون أن ترامب كثف من حملة التحشيد والتهديد ضد كراكاس في الأسابيع الأخيرة، وأن الاتصال الذي جمعه بنظيره الفنزويلي قبل عشرة أيام، والحديث عن اجتماع قد يعقد على مستوى المستشارين يبقي الأبواب مشرعة لكل الاحتمالات.
وفي نقطة التقاء المخارج والتنازلات، تنقل صحيفة "واشنطن بوست" عن مصادر قريبة من الإدارة الأمريكية أن الرئيس الفنزويلي قد يجد في تركيا الملاذ الأكثر واقعية، إذا قرر مغادرة كاراكاس، خاصة أن العلاقة الشخصية والسياسية بين مادورو والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي كان من أوائل المهنئين له بعد إعلان فوزه المثير للجدل بالانتخابات الرئاسية، تجعل تركيا خيارًا منطقيًا لأي صفقة منفى محتملة.
وبين "منفى على ضفاف البوسفور" وبوابة جحيم قد تفتح في أي لحظة.. يجد مادورو نفسه محاصرًا بين صفقات "التنازلات والتطويع" وفقًا لمطلعين على الملف.. وعليه، أي مادورو، الاختيار بين "المر والأمر" إذ لا خيار ثالثًا متاحًا أمامه.