مسيّرة تستهدف سيارة على طريق بلدة مركبا جنوبي لبنان

logo
العالم

دون إطلاق رصاصة واحدة.. إستراتيجية ترامب "غير العسكرية" لإسقاط مادورو

الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادوروالمصدر: رويترز

أكد خبراء في العلاقات الدولية وشؤون أمريكا اللاتينية، أن التوجه الإستراتيجي الأمثل الذي يمكن أن ينتهجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، للتعامل مع نظام الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، في ظل العقبات الداخلية والخارجية، هو العمل على تقييد النفوذ المالي والعسكري لنظام كراكاس مع تفادي التدخل العسكري المباشر. 

وأوضحوا في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن تعامل واشنطن بالقوة العسكرية، خيار محفوف بالمخاطر العالية والتكاليف الكبيرة، بينما توفر أدوات الضغط الاقتصادي والدبلوماسي مسارًا أكثر واقعية وفاعلية؛ ما يجعل السيناريو المرجح، هو التركيز على دعم المعارضة الداخلية، وفرض عقوبات انتقائية واستخدام المنابر الدولية لزيادة الضغط على النظام الفنزويلي، مع مراعاة تفادي أي تصعيد يؤدي إلى مواجهة مفتوحة.

فنزويلا "لا تقهر"

وأكد نيكولاس مادورو، مؤخرًا، صمود بلاده أمام الضغوط الأمريكية، مشددًا على أن فنزويلا "لا تُقهر" وأن أي محاولات للنيل من سيادتها لن تنجح أبدًا، وسط تعزيز الولايات المتحدة انتشارها العسكري في البحر الكاريبي وعلى السواحل الفنزويلية. 

وصرح مادورو أن فنزويلا انتصرت على "الحرب الاقتصادية والنفسية"، مؤكدًا أن الدولة يجب أن تكون "الجهة المنظمة بسياسات عامة وقوانين واضحة" لضمان تناغم محركات التنمية الاقتصادية.

واعتبر أستاذ العلاقات الدولية والمتخصص في شؤون أمريكا اللاتينية، الدكتور محمد عطيف، أن العقبات الداخلية في الولايات المتحدة من أحد أبرز المحددات لأي إستراتيجية تجاه فنزويلا، حيث إن المؤسسات الرسمية، بما في ذلك الكونغرس والبنتاغون، يميلون إلى الحذر من أي تدخل عسكري خارج الحدود، نظرًا لتاريخ التدخلات الأمريكية في أمريكا اللاتينية والشرق الأوسط وما خلفته من تكاليف بشرية وسياسية واقتصادية. 

انقسام الرأي العام الأمريكي

وأضاف عطيف في حديث لـ"إرم نيوز"، أن الرأي العام الأمريكي منقسم بين معارض للتدخل وبين داعم لإجراءات تضغط على نظام مادورو؛ ما يجعل الإدارة مضطرة لموازنة مصالحها السياسية الداخلية مع أهدافها الإستراتيجية، ومن خلال  عقيدة السياسة الخارجية الأمريكية، تظهر أولوية الحفاظ على القوة والنفوذ الأمريكي عبر أدوات الضغط الاقتصادية والدبلوماسية أكثر من الاعتماد على القوة العسكرية المباشرة.

وأشار إلى أنه يتضح على الصعيد الدولي، أن هناك دعمًا مباشرًا من قبل روسيا والصين لمادورو الذي يعد عاملًا معقدًا يحد من قدرة الولايات المتحدة على التحرك بحرية، الشيء الذي يفسَّر من زاوية المقاربة الواقعية في العلاقات الدولية التي تشير إلى توزيع القوى وتوازنها في النظام الدولي؛ ما يجعل أي تحرك أمريكي مباشر محفوفًا بتداعيات دبلوماسية محتملة؛ ما يجعل الإستراتيجية الأمريكية أكثر فاعلية عند توظيفها لمزيج من العقوبات الاقتصادية والضغط الدبلوماسي والتحالفات الدولية، بما يتيح تحقيق الأهداف دون الانجرار إلى صراع مفتوح مع القوى الكبرى.

أخبار ذات علاقة

مادورو مع مسؤولين عسكريين فنزويليين

بعد تصنيف واشنطن "كارتل الشموس" إرهابيا.. هل بدأ العد التنازلي لإسقاط مادورو؟

دعم دول الإقليم

وقال عطيف إن البعد الإقليمي يلعب دورًا حاسمًا في نجاح أي سياسة أمريكية، حيث إن دول الجوار: مثل: كولومبيا والبرازيل قلقة من احتمالات تدفق اللاجئين وتفاقم الأزمات الاقتصادية والسياسية نتيجة انهيار النظام الفنزويلي؛ ما يفسر أن هذه الدول تسعى أولًا إلى حماية مصالحها الوطنية والاستقرار الداخلي، وهو ما يستدعي من واشنطن تنسيقًا دقيقًا معها لضمان أن أي تحرك لا يهدد الاستقرار الإقليمي، وبهذا تكمن الفرصة الأمريكية في تعزيز التعاون مع هذه الدول لتوجيه الضغوط على مادورو بطريقة متدرجة ومدروسة، مع الحد من تداعياتها الإنسانية.

وأضاف عطيف إلى أن الخيارات العملية تفيد بأن القوة العسكرية المباشرة، تظل محفوفة بالمخاطر العالية والتكاليف الكبيرة، بينما توفر أدوات الضغط الاقتصادي والدبلوماسي مسارًا أكثر واقعية وفاعلية؛ ما يجعل السيناريو المرجح، هو التركيز على دعم المعارضة الداخلية، وفرض عقوبات انتقائية واستخدام المنابر الدولية لزيادة الضغط على النظام، مع مراعاة تفادي أي تصعيد يؤدي إلى مواجهة مفتوحة. 

وتابع أن الإستراتيجية الأمريكية الناجحة في هذا السياق تعتمد على قدرة الإدارة على الموازنة بين الضغوط الداخلية، والديناميات الإقليمية، والتحالفات الدولية، وفق منظور واقعي يركز على تحقيق النفوذ والحفاظ على المصالح الأمريكية. 

شعارات برّاقة 

بدوره، يؤكد الخبير في شؤون أمريكا الجنوبية، الدكتور بلال رامز بكري، أن المطلعين على ملف منطقة الكاريبي، يجمعون على أن الأزمة في فنزويلا مع الولايات المتحدة، ليست أزمة ضد الدكتاتورية، ولا ضد الاستبداد، كما أنها ليست نزاعًا من أجل الديمقراطية، وليست مرتبطة كذلك بمكافحة تجارة المخدرات أو الجريمة المنظمة، لذلك فإن جميع الشعارات التي يرفعها الرئيس ترامب، هي شعارات برّاقة مجافية للحقيقة، ولا تعبّر عن الدوافع الحقيقية للأزمة، وفق قوله.

وأوضح بكري في حديث لـ"إرم نيوز"، أنّ أزمة الكاريبي هي في جوهرها جيوسياسية، ومحاولة من ترامب لبسط هيمنته على القارة اللاتينية عمومًا، كما أنها محاولة  بحسب قوله  لمنع تمدد الهيمنة والنفوذ القادمين من الشرق، وخصوصًا من الصين وروسيا عبر مجموعة "بريكس"، لافتًا إلى هذا هو الهدف الأساسي الكامن خلف هذه الأزمة؛ ما يجعل من الضروري، النظر إلى ما وراء الشعارات والغايات المعلنة.

وبيّن أن الولايات المتحدة التي رصدت خمسين مليون دولار مكافأة لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى الإطاحة بمادورو، سواء عبر قتله أو القبض عليه، تبدو في الوقت نفسه مستعدة للتفاوض مع هذا النظام، وهي ترفع مستوى التصعيد فقط لتحسين شروط التفاوض. 

وأضاف بكري أنه يمكن الاستدلال على ذلك من خلال ما حدث بين ترامب والبرازيل؛ فمنذ أشهر، اتخذ الرئيس الأمريكي خطوة أحادية ومن دون أي قنوات رسمية عبر وسائل التواصل، برفع الرسوم والتعريفات الجمركية على البضائع القادمة من البرازيل؛ ما أثار جدلًا واسعًا، إلا أننا اليوم وبعد أربعة أشهر، وصلنا إلى وضع أكثر راحة للبرازيل، مع خفض التعريفات وتحقيق انتصار سياسي واقتصادي كبير لها في هذا الملف تحديدًا.

كما أشار إلى أن هذا التطور شكّل هزيمة للتيارات اليمينية في البرازيل التي قالت، إن ترامب رفع الرسوم الجمركية تضامنًا معها، وخصوصًا فيما يتعلق بقضية الرئيس السابق جايير بولسونارو، موضحًا أنه يمكن إسقاط ما حصل في البرازيل على ما قد يحصل في فنزويلا، والأمور على الأرجح تتجه إلى ذلك، وأن ترامب سيتعامل مع فنزويلا بالطريقة نفسها.

أخبار ذات علاقة

الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو

رهانات ترامب على تنحي مادورو تصطدم بعقبات داخلية وخارجية

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC