ترامب يعلن أنه سيوجّه "خطابا إلى الأمة" الأربعاء
هل يمكن أن ينهار جيش إسرائيل من الداخل؟.. سؤال لم يكن مطروحا يوما لكنّه اليوم يفرض نفسه.
أزمة غير مسبوقة تهزّ المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، أزمة تتجاوز الأرقام إلى جوهر العقيدة القتالية ذاتها، فوفقا للقناة 12 العبرية، آلاف العسكريين من مختلف الرتب، من النقيب إلى المقدم وما فوق يطالبون بإنهاء خدمتهم، والانسحاب المبكر من الجيش.. ليس تمرّدا سياسيا فقط، بل إنذار من الداخل، بأنّ الإرهاق بلغ مداه.
فمنذ حرب غزة، يعيش الجيش الإسرائيلي تحت ضغط غير مسبوق.. خسائر بشرية مستمرة، وإضافة إلى تعب نفسي، واستنزاف ميداني لا يتوقف، يقابله تراجع في الثقة بقياداته العليا، وانقسامٌ سياسي عميق يشطر إسرائيل إلى نصفين.
الأخطر أن هذه الأزمة تضرب قلب القيادة الوسطى للجيش.. تلك التي يُفترض أن تكون "العمود الفقري" للقوة القتالية في السنوات القادمة.. بمعنى آخر، ما يجري ليس مجرد تسرب أفراد، بل تصدّع في البنية القيادية نفسها.
تقرير القناة الإسرائيلية يؤكد أن أسباب الأزمة تتوزع بين استنزاف الحرب، وسوء ظروف الخدمة، والتجاذبات السياسية، وحتى التعيينات داخل الجيش التي فجّرت موجة غضب صامتة بين الضباط.
رئيس الأركان إيال زامير يتعامل مع هذه الأزمة شخصيا، في محاولة لاحتوائها، بينما تسابق الحكومة الزمن بقرارات مالية عاجلة، فنتنياهو أعلن تخصيص أكثر من مليار دولار كحوافز للعسكريين، في محاولة لوقف النزيف قائلا: "نقف إلى جانب العمود الفقري للجيش الإسرائيلي".
لكن خلف هذه الكلمات الرسمية، يبدو أن الجرح أعمق مما يُقال.. جيش إسرائيل الذي لطالما تباهى بتماسكه، يواجه اليوم تحديا داخليا يضرب أحد أهم عناصر قوته، الانضباط والإيمان بالمهمة.