بعد ساعات عصيبة مرت ثقيلة على العاصمة الليبية طرابلس خيم هدوء حذر لا يقطعه سوى أصوات متقطعة للعيارات النارية، عقب ليلة شهدت أحداثا دامية إثر هجوم شنته قوات تتبع حكومة الوحدة الوطنية على مقرات "جهاز دعم الاستقرار".. فما تفاصيل الحادثة؟
بدأت شرارة الاشتباكات بعد الإعلان عن مقتل عبد الغني الككلي، رئيس جهاز دعم الاستقرار داخل مقر "اللواء 444 قتال" التابع لمنطقة طرابلس العسكرية جاء مقتله في أعقاب انهيار مفاوضات حساسة كانت تهدف إلى تسوية خلافات متفاقمة بين جهازه وعدد من التشكيلات المسلحة المرتبطة بحكومة الوحدة حيث لم يمض وقت طويل حتى تحولت العاصمة إلى ساحة معركة استخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة وسط حالة من الذعر والارتباك بين السكان.
عقب الحادث أعلنت حكومة الوحدة الوطنية فرض حظر تجول شامل في العاصمة، إلى جانب تعليق جميع الرحلات الجوية في محاولة للسيطرة على الأوضاع الميدانية؛ إذ تمكنت القوات الحكومية من السيطرة على منطقة أبو سليم ومعسكرات تابعة لجهاز دعم الاستقرار في ما وُصف بعملية عسكرية سريعة وحاسمة.
ورغم كثافة النيران وسقوط قتلى من الطرفين، لم تُعلن حتى الآن أي حصيلة رسمية لعدد الضحايا أو حجم الخسائر المادية، كما لم يُعرف مصير عناصر جهاز دعم الاستقرار بعد تفكيك مقراتهم.
يخضع الجزء الشرقي والجنوبي من ليبيا لسلطة الحكومة الليبية برئاسة أسامة حماد المكلفة من البرلمان، فيما تبسط حكومة الوحدة في طرابلس سلطتها على المنطقة الغربية، ورغم التحسن النسبي في الوضع الأمني فإن الشكوك لا تزال تساور العديد من المراقبين حول مستقبل طرابلس واستقرارها في ظل تزايد تصاعد التوترات بين الأطراف المتناحرة.