ليلةٍ متوترة على طول الحدود الوعرة بين باكستان وأفغانستان.
البنادق انفجرت، وتعالت أصوات المدافع، وسُجّل فصل جديد من التصعيد بين جارين تجمعهما الجغرافيا وتباعدهما المصالح والحسابات الأمنية.
السبت، قبيل منتصف الليل.. أعلنت حركة طالبان الأفغانية شنّ هجوم واسع على مواقع باكستانية حدودية، قالت إنه ردٌ مباشر على غارة جوية باكستانية استهدفت العاصمة كابول الأسبوع الماضي.
الرد الباكستاني جاء حادًا. الجيش قال إنه يتعامل مع إطلاق نار "غير مبرر"، ويرد "بكل قوة".
لقطات أظهرت قصفًا مدفعيًا مكثفًا باتجاه الأراضي الأفغانية. لكن في كواليس هذا التصعيد، تتراكم ملفات أمنية وسياسية شائكة.
باكستان تتهم طالبان بالسماح لمسلحي طالبان الباكستانية بالتخطيط وتنفيذ هجمات من داخل أفغانستان. وتلمّح إلى دور هندي في تغذية التوتر.
طالبان تنفي، لكنها تؤكد أنها لن نقف مكتوفة الأيدي أمام أي انتهاك جوي جديد.
وفي تطورٍ يزيد من تعقيد المشهد، زار وزير خارجية طالبان العاصمة نيودلهي، في أول زيارة رسمية منذ 2021.
خطوةٌ أثارت قلق إسلام أباد، وفتحت باب الشكوك حول تحالفاتٍ جديدة تتشكل في الظل.
2600 كيلومتر من الحدود، باتت مسرحًا مفتوحًا لمعارك النفوذ والمخاوف والانتقام.
فهل ما يحدث مجرد تبادل نار محدود؟ أم مقدمة لتصعيد بين الجارتين؟