في عمق البحر الأحمر، وعلى امتداد شبكة من الخيوط العملاقة تحت سطح الماء، وقع خلل أربك العالم الرقمي.
انقطاع في أحد الكابلات البحرية أدّى إلى تدهور خدمات الإنترنت في عدة دول آسيوية وأوروبية، أبرزها الهند، باكستان، تركيا، وأجزاء من جنوب شرقي أوروبا.
المستخدمون شعروا به فوراً: تأخّر في التصفح، بطء في الخدمات، وصمت في التطبيقات.
شركة "مايكروسوفت" أعلنت أن خدمتها السحابية "أزور" قد تتأثر بزيادة زمن الاستجابة، بسبب الانقطاع في كابلات الألياف الضوئية، وأكدت إعادة توجيه البيانات عبر مسارات بديلة لتفادي الانقطاع الكامل.
من جهتها، أظهرت خريطة نشرها مسؤول تركي تأثراً واسعاً في الوصول إلى خدمات "غوغل" في تركيا ومناطق مجاورة.
وفي ظل التوترات الأمنية في البحر الأحمر، أعيد طرح التساؤلات القديمة: هل الكابلات البحرية باتت أهدافًا محتملة؟
الشكوك توجهت مجددًا نحو الحوثيين، خاصة بعد تقارير سابقة اتهمتهم بالتخطيط لاستهداف البنية التحتية البحرية، رغم نفيهم المتكرر لذلك.
وبحسب مراقبين، فإن التصعيد في البحر الأحمر، الذي شمل استهداف أكثر من مئة سفينة منذ أواخر 2023، يضع الكابلات تحت تهديد دائم.
هذه الخيوط، التي تمتد لآلاف الكيلومترات تحت سطح البحر، هي شرايين العصر الرقمي، وعندما تنقطع، تتوقف حياة الديجيتال في لحظة.
إصلاحها ليس سهلاً، إذ يتطلب الأمر تحديد موقع الضرر بدقة، ووصول سفن الصيانة إلى أعماق محددة، في عمليات قد تستغرق أسابيع.
فهل هذه مجرد أعطال تقنية؟ أم أننا أمام وجه جديد من الصراعات الحديثة الموجهة نحو السيادة الرقمية؟