هل يمكن أن تندلع الحرب العالمية الثالثة من تحت سطح البحر؟ ليس بسبب غواصات أو ألغام.. بل بسبب شيء أنحف من شعرة الرأس.
في الأعماق السحيقة من محيطات العالم، وتحديدًا على امتداد 750 ألف ميل، تنام شبكة هشة من الكابلات البحرية، تربط القارات ببعضها وتُبقي العالم متصلاً.
هذه الكابلات ليست مجرد أسلاك، بل شرايين الحياة الرقمية... تنقل يوميًا أكثر من 10 تريليونات دولار من المعاملات المالية، وتُحمّل مليارات الرسائل والمكالمات، وتحمل أسرارًا أمنية لا تُقدّر بثمن.
رغم أن هذه الكابلات رقيقة للغاية كشعرة الإنسان فإنها تمتد أحيانًا إلى أعماق تصل إلى خمسة أميال تحت سطح البحر، ومع ذلك... فهي معرضة للانقطاع في أي لحظة!
تاريخيًا، تحدث مئات الانقطاعات سنويًا بسبب التآكل الطبيعي أو الحوادث العرضية. لكن المشهد تغيّر:
الانقطاعات اليوم قد تكون مُخططة، متعمدة... وربما بداية لحرب.
في أكتوبر الماضي، جرّت سفينة صينية مرساتها عبر بحر البلطيق، لتقطع كابلاً حساسًا يربط بين أربع دول أوروبية. حلف الناتو تدخّل مباشرة.
وفي يناير، تعطّل أحد الكابلات التي تربط جزيرة تايوان، ثم انقطع كابلان إضافيان في جزيرة ماتسو، ما أثار الشكوك... هل هي صدفة؟ أم رسائل سياسية صامتة تحت سطح البحر؟
لكن التوتر الأكبر الآن، في الشرق الأوسط.
أكثر من 90% من حركة البيانات بين آسيا وأوروبا تمر عبر البحر الأحمر، منطقة مشتعلة سياسيًا وعسكريًا. الحوثيون، رغم محدودية قدراتهم، تسببوا بقطع بعض الكابلات بعد إغراق سفن تجارية.
وقد يقول البعض إن ذلك كان عرضيًا... لكننا نعرف جيدًا أن الكثير من الحروب الكبرى بدأت.
