"فرصة أخيرة" أو "مخرج النهايات" تسميات متعددة لملف واحد موضوعٍ على طاولة ميليشيا حزب الله يدعوها لتسليم السلاح والانخراط في تهدئة دائمة تُبعد شبح الحرب عن لبنان.
وفي ملعب لبنان، رمى المبعوث الأميركي توم براك "كرة الدبلوماسية"، باعتباره أن الفرصة الآن أمام الدولة من أجل نزع سلاح حزب الله، والدخول في مسار السلام، كاشفا أن واشنطن قدمت عرضاً إلى الحكومة من أجل تحويل حزب الله إلى كيان سياسي حزبي.
وبجردة حساب تفصيلية للعرض والطلب، قال براك إن الولايات المتحدة طرحت خطة تعد بمرتبة "محاولة أخيرة" لنزع سلاح الميليشيا تدريجيًا مقابل حوافز اقتصادية، لكن الحكومة اللبنانية رفضتها بسبب نفوذ حزب الله داخل مجلس الوزراء" حسب تعبيره، ومع ذلك لم يُغلق الباب الأمريكي حتى الآن "شرط استعادة الدولة احتكار القوة عبر الجيش فقط".
وفي مقال مطول تحت عنوان "سوريا ولبنان.. الخطوة التالية نحو سلام شامل"، اعتبر براك أنه "بينما تستقر دمشق، يبقى لبنان رهينة لهيمنة ميليشيا حزب الله، التي تعرقل السيادة وتمنع الاستثمار وتثير القلق الإسرائيلي"، موضحا أن وقف التصعيد الذي أبرم في نوفمبر 2024، والذي رعته إدارة الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن، فشل في تحقيق السلام بسبب غياب آلية تنفيذ حقيقية، استغلها حزب الله في محاولات إعادة بناء قدراته.
مراقبون يرون أن التعليق الأمريكي وتزامنه مع عجلة الدبلوماسية لحلحلة ملف غزة يشبه إعلانا قريبا لساعة الصفر على جبهة يضع فيها حزب الله، لبنان برمته أمام حرب لا ترحم مع إسرائيل، فهل تفهم الميليشيا الرسالة أم تواصل جر لبنان في تيار معاكس لما يريده أبناؤه؟
