في أحد شوارع الضاحية الجنوبية، وبين أنقاض غارة إسرائيلية جديدة، تقف قنبلة واحدة لم تنفجر، لكنها فجّرت أزمةً تمتد من بيروت إلى واشنطن، وتصل ارتداداتها إلى موسكو وبكين؛ إنها القنبلة الأمريكية الذكية "جي بي يو 39"، التي أطلقتها إسرائيل خلال عملية اغتيال القائد العسكري لحزب الله، هيثم الطبطبائي، لكنها لسبب غامض بقيت سليمة في مكانها.
وسائل إعلام إسرائيلية قالت إن الولايات المتحدة طلبت عاجلا من لبنان إعادة القنبلة خوفا من أن تصل تكنولوجيتها إلى روسيا أو الصين، فهي ليست مجرد مادة متفجرة، بل تكنولوجيا دقيقة لا تمتلكها موسكو أو بكين، وقد تمنح أي قوة عسكرية ميزة استراتيجية ضخمة.
الـ "جي بي يو 39" قنبلة انزلاقية صغيرة، لكنها شديدة الفاعلية، صُممت لاختراق التحصينات وتدمير الهدف من الداخل، مع تقليل الأضرار الجانبية، ما يسمح للطائرات بحمل عدد أكبر منها في مهمة واحدة.
حتى الآن، لا تعليق رسميا من لبنان أو واشنطن، بينما يستمر التوتر بعد سلسلة اغتيالات، كان آخرها استهداف الطبطبائي وأربعة من عناصر حزب الله، في خرق لاتفاق وقف إطلاق النار الموقّع في نوفمبر 2024.
قنبلة لم تنفجر، لكنها أشعلت سباقا دوليا على التكنولوجيا وأسرار السلاح الأكثر دقة.