مدير منظمة الصحة العالمية يدعو إسرائيل إلى وقف "كارثة" المجاعة في غزة
في خطوة أثارت جدلا واسعا في الأوساط الكروية الأمريكية، قررت رابطة الدوري الأمريكي لكرة القدم فرض عقوبة الإيقاف على الأسطورة الأرجنتينية ليونيل ميسي، نجم نادي إنتر ميامي، لتخلفه عن المشاركة في مباراة كل النجوم (All-Stars).
هذه العقوبة لم تمر مرور الكرام، بل فجرت أزمة جديدة بطلها خورخي ماس، أحد ملاك النادي، الذي كشف عن غضب واستياء ميسي من القرار، ملمحاً إلى أن هذا الأمر قد يلقي بظلاله السلبية على مفاوضات تجديد عقد اللاعب الذي ينتهي خلال أشهر ليبدأ طرح السؤال الأهم، هل أصبح ميسي بالفعل "فوق القانون" في الدوري الأمريكي؟
تصريحات خورخي ماس التي أعرب فيها عن أمله ألا تؤثر العقوبة على مستقبل ميسي مع النادي، تبدو للوهلة الأولى منطقية، لكنها في العمق قد تحمل أبعاداً أخرى.
ففكرة رحيل ميسي عن إنتر ميامي تبدو صعبة التحقق لاعتبارات عديدة، أبرزها البيئة المريحة التي وجدها في فلوريدا، ووجود أصدقائه المقربين مثل لويس سواريز، سيرجيو بوسكيتس وجوردي ألبا، بالإضافة إلى الانضمام الأخير لمواطنه ورفيقه في المنتخب، رودريغو دي بول، والذي يعتبر مؤشراً قوياً على استمراريته.
إذن، لماذا يطلق ماس هذه التصريحات؟ يمكن تفسير ذلك بأنه تكتيك ضغط مباشر على إدارة الدوري لرفع العقوبة عن نجمه الأول، أو على الأقل، محاولة لـ"ترهيب" الرابطة من فرض عقوبات مماثلة في المستقبل.
ماس يدرك تماماً حجم التأثير الذي يمتلكه ميسي، ويستخدمه كورقة ضغط للحصول على معاملة استثنائية؛ ما يعزز فكرة أن القواعد قد تنحني أمام اسم "ليو".
ميسي يُظهر الدوري بمظهر "الضعيف"
بعيداً عن واقعة الإيقاف، هناك عدة مواقف جعلت الدوري الأمريكي يبدو في موقف "الضعيف" أمام سطوة النجم الأرجنتيني.
تجاهله للمشاركة في مباراة كل النجوم، وهي الحدث السنوي الأبرز للدوري، يعتبر ضربة لصورة المسابقة التي تسعى للاستفادة من قيمته التسويقية الهائلة.
وعندما يتم الضغط علناً لرفع عقوبة مستحقة، فإن ذلك يرسخ مبدأ "ازدواجية المعايير"، حيث تُطبق القوانين على الجميع إلا ميسي.
يضاف إلى ذلك، المستويات الفنية الخارقة التي يقدمها ميسي بشكل مستمر منذ وصوله، فرغم كونه أمراً إيجابياً لفريقه، إلا أنه في المقابل أظهر فجوة هائلة بينه وبين بقية لاعبي الدوري؛ ما جعل البعض يرى أن المنافسة تبدو أحياناً غير متكافئة، وأن وجوده يبرز ضعف المستوى العام أكثر مما يرفعه.
أخيراً، تظهر إدارة إنتر ميامي نفسها في موقف المفاوض الضعيف في قصة التجديد التي تستمر منذ أشهر.
الحديث المستمر عن رغبتهم في بقائه بأي ثمن، وتصريحات ماس الأخيرة، كلها ترسم صورة لنادٍ ورابطة دوري قد تكون مستعدة لتقديم أي تنازلات لإبقاء "الدجاجة التي تبيض ذهباً"، حتى لو كان ذلك على حساب صورتها وقوانينها.
فهل ستنجح ضغوط معسكر ميسي في جعله استثناءً دائماً، أم ستتمسك رابطة الدوري بسلطتها للحفاظ على هيبة المسابقة؟ الأيام القادمة كفيلة بالإجابة.