أثارت تصريحات سيسك فابريغاس، المدير الفني لنادي كومو الإيطالي، وصديق ليونيل ميسي المقرب، عاصفة من التكهنات بشأن إمكانية انتقال الأسطورة الأرجنتينية إلى فريقه واصفًا الفكرة بـ"الحلم" الذي "لا يمكن قول لا له أبدا".
ورغم أن هذه الكلمات أشعلت خيال الجماهير، إلا أن الواقع يرسم صورة مغايرة تماما، حيث تبدو هذه الصفقة مستحيلة على أرض الواقع.
فبعيدا عن صداقة فابريغاس أو زيارة أنتونيلا روكوزو لمدينة كومو، تقف 3 أسباب منطقية وحاسمة كجدار صد منيع، تضمن بقاء ميسي في ميامي وتؤكد أن مستقبله، على الأقل حتى كأس العالم 2026، محسوم بالبقاء في الولايات المتحدة.
في عالم كرة القدم، غالبا ما تلعب الصداقات والعلاقات الشخصية دورا في تحديد وجهات اللاعبين، لكن عندما يتعلق الأمر بليونيل ميسي وفي هذه المرحلة تحديدا من مسيرته، فإن حسابات المنطق والاستراتيجية تطغى على أي عاطفة.
فكرة انتقاله إلى كومو الإيطالي لتحقيق حلم صديقه فابريغاس تبدو سيناريو خياليا يصطدم بثلاث حقائق أساسية تجعل من بقائه في إنتر ميامي الخيار الوحيد والمنطقي.
1. الطموح المونديالي يتطلب مستوى تنافسيا عاليا
الهدف الأسمى لميسي في العام المقبل هو الوصول إلى كأس العالم 2026 في أفضل حالة بدنية وفنية ممكنة، في محاولة أخيرة قد تكون تاريخية للدفاع عن اللقب.
لتحقيق ذلك، يحتاج "البرغوث" إلى الحفاظ على إيقاع المباريات القوية والمنافسة على أعلى مستوى، ومع كل الاحترام لمشروع كومو الطموح، إلا أنه كنادٍ حالته المادية والفنية معروفة للجميع سيقضي موسمه على الأرجح في صراع من أجل البقاء وتثبيت أقدامه بين الكبار.
هذا المستوى من التنافس، الذي يضع الفريق في النصف الأسفل من الترتيب، لا يقارن بالضغط والمنافسة التي يواجهها ميسي في الدوري الأمريكي، حيث يُعد فريقه مرشحًا دائمًا للألقاب منذ قدومه، بالإضافة إلى مشاركته في بطولات قارية مثل كأس أبطال الكونكاكاف؛ ما يبقيه في دائرة الضوء وتحت ضغط المنافسة المستمر الذي يحتاجه قبل المونديال.
2. تجنب إرهاق السفر والتواجد بالقرب من الأرجنتين
أحد أهم الدروس التي تعلمها ميسي في سنواته الأخيرة مع باريس سان جيرمان هو الإرهاق البدني والذهني الناتج عن السفر الطويل والمتكرر عبر المحيط الأطلسي للانضمام لمعسكرات منتخب الأرجنتين.
بالنظر إلى جدول تصفيات أمريكا الجنوبية المؤهلة لكأس العالم والالتزامات الدولية القادمة، فإن بقاء ميسي في ميامي يمثل ميزة لوجستية هائلة.
وجوده في النطاق الزمني نفسه للقارة تقريبا يقلل بشكل كبير من ساعات السفر وتأثير الإرهاق واختلاف التوقيت؛ ما يسمح له بالانضمام للمنتخب والعودة لناديه بأقل مجهود بدني ممكن.
الانتقال إلى كومو سيعني العودة إلى كابوس رحلات الـ 12 ساعة، وهو أمر لا يرغب ميسي في تكراره وهو في الثامنة والثلاثين من عمره، حيث يصبح التعافي والحفاظ على الطاقة أولوية قصوى.
3. كأس العالم 2026.. ميزة "صاحب الأرض"
السبب الثالث استراتيجي بامتياز، ستقام بطولة كأس العالم 2026 في الولايات المتحدة والمكسيك وكندا، ووجود ميسي كنجم أول للدوري الأمريكي يمنحه ميزة لا تقدر بثمن.
إنه ليس مجرد لاعب في فريق، بل هو وجه البطولة القادمة وسفيرها غير الرسمي، الجماهيرية الطاغية التي اكتسبها، و"هوس ميسي" الذي يجتاح أمريكا، سيجعلان منه "صاحب الأرض" في كل ملعب يلعب فيه.
هذا الدعم الجماهيري الهائل، والأجواء التي تشبه اللعب على أرض الوطن، تمثل دفعة معنوية ونفسية هائلة له وللمنتخب الأرجنتيني.
أن يلعب ميسي المونديال وهو النجم الأبرز في البلد المضيف يختلف كليا عن كونه لاعبا قادما من دوري أوروبي بعيد، وهو ما يدركه ميسي وفريقه التسويقي جيدا، هذا الزخم الإعلامي والجماهيري هو جزء لا يتجزأ من الإعداد للمونديال الأخير في مسيرته الأسطورية.