حزب الله: تحرك مجلس الوزراء اللبناني بشأن خطة الجيش فرصة للعودة إلى الحكمة والتعقل
يسعى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الوصول لتفاهمات لإنهاء التوتر بين إسرائيل وتركيا على صراع النفوذ في سوريا، وسط تساؤلات حول طبيعة الأوراق التي يتعامل بها مع كل من تل أبيب وأنقرة.
ويتعامل ترامب ببراغماتية مع المشهد، بحيث لا تكون الوساطة على حساب مصالح إسرائيل، مع مراعاة دور تركيا كحليف مفيد لواشنطن في عدة ملفات منها الضغط على الأوروبيين.
وكان ترامب عرض نفسه كوسيط بين إسرائيل وتركيا لإيجاد حل للتوترات بينهما بشأن سوريا، حيث تتنازع الدولتان على بسط نفوذهما هناك.
وأشار ترامب إلى "علاقاته الممتازة" على حد وصفه، مع الرئيس التركي، معتبرًا أن ذلك يمهد الطريق أمامه لإجراء مفاوضات.
الخبير الاستراتيجي الدكتور محمد يوسف النور، قال إن تل أبيب وجهت إلى أنقرة رسالة نارية بعملية استباقية كبيرة في سوريا استخدمت فيها قوة هائلة في مطار حماة وبنسبة أقل في مطار تي فور.
وأكد النور لـ "إرم نيوز": على إثر ذلك أدلى وزير الخارجية التركي بتصريحات تؤكد عدم رغبة بلاده في الدخول في صدام أو مواجهة مع إسرائيل على الأراضي السورية.
وأضاف: اليوم اليد العليا في سوريا بين تركيا وإسرائيل لصالح الأخيرة، وهذا الموقف ليس من فراغ، وهناك قرار بعدم السماح لأنقرة بتمديد هيمنتها في الأراضي السورية وسط رفض إسرائيلي لاستبدال النفوذ الإيراني بآخر تركي، مؤكدًا أن القرار الإسرائيلي حاسم ومدعوم من دول أوروبية ومن الولايات المتحدة.
وذكر النور أن عرض الرئيس الأمريكي للوساطة بين تل أبيب وأنقرة يظهر تفهم الموقف الإسرائيلي الذي يؤيده بوجه النفوذ التركي في المنطقة.
واستدرك بالقول: توجد لواشنطن مصلحة كبرى في ذلك، في ظل اهتمامها بمنطقتين في سوريا، هما شاطئ البحر المتوسط والثروات الباطنية في تدمر وسط صحراء سوريا المتعلقة بالغازات والنفط والفوسفات ورمال الكوارتز التي تستخدم في صناعات دقيقة، لذلك فإن الموقف الأمريكي يميل بقوة لصالح تل أبيب.
وأشار النور إلى أن واشنطن، ضمن براغماتية قليلًا ما يتمتع بها ترامب، عرضت نفسها كوسيط لحل هذه المشكلة بين تل أبيب وأنقرة، في ظل ما يجمع الولايات المتحدة وتركيا من مصالح استراتيجية دولية وإقليمية وأوراق يستطيع التعامل بها مع الجانبين.
ومن جهته قال أستاذ العلاقات الدولية، الدكتور عمرو حسين، إن إسرائيل وتركيا حليفان مهمان لواشنطن، وخاصة لإدارة ترامب، ولكن باختلاف المستوى.
وأوضح لـ "إرم نيوز" أنه رغم أن إسرائيل هي الحليف الأهم الذي تفعل واشنطن كل ما يدعم وجودها، فإن تركيا حليف له دور ضمن تطلعات ترامب على بضع ساحات.
وبيّن حسين أن درجة الاعتماد على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في ملفات قائمة من جانب واشنطن أمر مهم لإدارة ترامب ولا سيما في الضغط على الأوروبيين والوكالة أيضًا في قضايا الشرق الأوسط.
ولفت إلى "رهان" الرئيس الأمريكي على نظيره التركي في محطات مقبلة سواء في ما يتعلق بحلف الناتو والأزمة الأوكرانية.
وقال: لذلك سيعمل ترامب على إنهاء هذا الصدام بين أنقرة وتل أبيب، بتقديم بعض المكاسب لتركيا ولكن دون الإضرار بمصالح إسرائيل.
واستكمل حسين بالقول، إن ترامب صرّح في وقت سابق، بأن تركيا "استولت" على سوريا، في إشارة إلى دور أنقرة بدعم الفصائل المسلحة لإنهاء النظام السوري السابق، مؤكدًا أن ما يجري هو تقاسم نفوذ بين إسرائيل وتركيا في سوريا.
وأوضح: تريد تل أبيب مناطق الجنوب في حين أن تركيا لها نفوذ في تل أبيض وجرابلس فضلًا عن هدفها بتقويض الأكراد هناك، وهذا ما جرى في الاتفاق بين حكومة أحمد الشرع وقسد بقيادة مظلوم عبدي.
ولفت حسين إلى أن ما جرى في سوريا بين تل أبيب وأنقرة، هو تحول اتفاق تقاسم النفوذ بينهما مع سقوط نظام الأسد إلى تقاطعات، حيث أصبحت سوريا مناطق نفوذ تركية إسرائيلية.
ورأى أن ما يريده ترامب هو أن يجرى التفاهم وحفظ مصالح إسرائيل بالمقام الأول، مؤكدًا صداقته مع أردوغان واستراتيجية العلاقة مع تركيا، حيث سيعمل الرئيس الأمريكي على حل الخلاف القائم حول مناطق النفوذ بين الجانبين.