الكرملين: بوتين يجتمع مع كيم ويشكره على دعمه للجيش الروسي
نشر الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، صورتين متجاورتين على منصته "تروث سوشيال"، الأولى التُقطت له مؤخراً إلى جانب نظيره الروسي فلاديمير بوتين خلال قمة ألاسكا 2025.
أما الصورة الثانية، فهي تاريخية تعود إلى عام 1959، ويظهر فيها الرئيس الأمريكي الأسبق، ريتشارد نيكسون، واقفاً أمام الزعيم السوفيتي، نيكيتا خروشوف، في موسكو، خلال ما عُرف حينها بـ"مناظرة المطبخ".
وعنون ترامب المنشور بـ "66 عاماً"، فيما بدا كأنه استعانة بلحظة تاريخية للتأكيد على أن لقاءه مع بوتين يُعيد إنتاج مشهد أمريكي – روسي مُشابه لصراع الحرب الباردة، لكن بملامح القرن الحادي والعشرين
ورغم أن معظم التعليقات الإعلامية ركزت على رمزية اللقاء مع بوتين في ظل التوترات الجيوسياسية، فإن المقارنة التي استحضرها ترامب عبر نشر الصورة الثانية، تبدو كأنها محاولة للتأكيد على أنه في موقع "صانع الصفقات التاريخية"، وأنه امتداد للسياسة الأمريكية في لحظات كبرى مثل الحرب الباردة.
بينما رأت صحيفة "تليغراف" البريطانية أن أوجه التشابه بين الصورتين "مذهلة"، ففي كلتيهما يظهر سياسي أميركي رفيع المستوى وكأنه يوبّخ قائدا روسيا، في وقت يقف بينهما مترجم ذو بنية ومظهر مماثل.
وكان ريتشارد نيكسون يشير بإصبعه إلى خروتشوف، أثناء حديثه معه خلال "نقاش المطبخ" الشهير عام 1959، إذ فعل ترامب نفس الحركة ووجه بإصبعه إلى بوتين خلال حديث جانبي، في قمة ألاسكا، مع فرق أن الرئيس الأمريكي الأسبق كان يوبّخ نظيره السوفيتي.
وكان خروتشوف متوتراً وأخذ يسخر من جدول المنتجات الأمريكية المعروضة، وبعد لقائهما تبادلا الرجلان كلمات حادة حول مزايا الرأسمالية، في مطبخ المعرض، وحذر الرئيس السوفيتي من أن نبرة نظيره الأمريكي قد تؤدي إلى "عواقب خطيرة".
خلال ولايتيه، أتقن ترامب توظيف الصورة في بناء خطابه السياسي، سواء عبر التجمعات الحاشدة أم المنصات الرقمية، لكن هذه الصورة هنا ليست مجرد بروباغندا انتخابية، بل ربما أداة لإعادة كتابة موقعه في الذاكرة الأمريكية؛ فهو لا يظهر كرئيس عادي يُواجه انتقادات سياسية، بل كزعيم قادر على الوقوف على المسرح نفسه الذي وقف عليه نيكسون، في مواجهة قوة عظمى مثل روسيا.
اللافت أن "مناظرة المطبخ" عام 1959 لم تكن مجرد حوار عابر بين نيكسون وخروتشوف، بل محطة فارقة جسّدت التنافس بين النموذجين الأميركي والسوفيتي، وبإعادة نشر هذه اللحظة التاريخية، يلمّح ترامب إلى أن زمن المواجهات الكبرى لم ينته، وأن الولايات المتحدة اليوم بحاجة إلى قيادة تعي هذه الرمزية وتستطيع إدارتها.
