أكدت السويد استعداداها لإرسال قوات حفظ سلام إلى أوكرانيا، بالتزامن مع اجتماع أوروبي في باريس، اليوم الاثنين، لمناقشة هذه المسألة.
ويعكس هذا الإعلان المخاوف المتزايدة بشأن الصراع المستمر وآثاره الأوسع على الأمن الأوروبي، وفقا لما أفاد به تقرير صحيفة "لو فيغارو" الفرنسية.
وفي مقابلة مع الإذاعة العامة السويدية "Sveriges Radio"، أكدت وزيرة خارجية السويد، ماريا مالمر، ضرورة "التفاوض من أجل سلام عادل ودائم" في أوكرانيا يحترم القانون الدولي.
ورأت مالمر أنه بمجرد تحقيق هذا السلام، قد يتطلب الحفاظ عليه تدخلًا دوليًّا، بما في ذلك إمكانية إرسال قوات حفظ سلام.
وأردفت: "يجب علينا أولاً التفاوض من أجل سلام عادل ومستدام، وعندما يتم تثبيت السلام، قد نحتاج إلى ضمان استمراريته، ومن أجل ذلك؛ فإن حكومتنا لا تستبعد أي خيارات".
وبحسب التقرير، يأتي هذا الإعلان بعد تصريحات مماثلة من رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، الذي عبر في اليوم السابق عن استعداد بريطانيا لإرسال قوات إلى أوكرانيا إذا لزم الأمر لضمان أمن كل من بريطانيا وأوروبا.
وتُبرز تصريحاته الدعم الدولي المتزايد لأوكرانيا في ظل استمرار صراعها ضد غزو روسيا، مع الاعتراف المتزايد بأن الدعم العسكري المباشر قد يكون ضروريًّا لضمان استقرار المنطقة، بحسب الصحيفة.
وأشارت إلى أنه في الوقت نفسه، يجتمع القادة الأوروبيون في باريس لمناقشة هذه القضايا الأمنية المتزايدة، حيث يهدف الاجتماع، الذي يضم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشار الألماني أولاف شولتز، ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، وعددًا من الشخصيات الأوروبية الرئيسة الأخرى، إلى تنسيق رد مشترك على التصعيد المتزايد من قبل الإدارة الأمريكية بشأن الأزمة الأوكرانية.
من جانبه، أفاد مصدر في الرئاسة الفرنسية أن الاجتماع في باريس يعكس الحاجة الملحة للتعامل مع الوضع.
وقال مستشار للرئاسة الفرنسية: "هناك حاجة ملحة لقيام الأوروبيين باتخاذ خطوات أكثر فعالية واتساقًا من أجل أمننا الجماعي، ولا سيما في ضوء تسارع تدخل الإدارة الأمريكية في ملف أوكرانيا".
تجدر الإشارة إلى أن هذا الاجتماع يأتي بعد سلسلة من التصريحات من المسؤولين الأمريكيين، خصوصًا بشأن المحادثات المقبلة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وأشار ترامب إلى أن اللقاء مع بوتين قد يتم "في القريب العاجل"؛ مما قد يشير إلى تحول في الجهود الدبلوماسية لحل النزاع.
ويتوقع أن تجرى هذه المحادثات بالتوازي مع مفاوضات رفيعة المستوى بين ممثلي الولايات المتحدة وروسيا في السعودية، في وقت لاحق من هذا الأسبوع.
على صعيد آخر، تواصل الأوضاع العسكرية تطورها، حيث أعلنت الحكومة الأوكرانية، اليوم الاثنين، عن مسؤوليتها عن هجوم على خط أنابيب روسي باستخدام الطائرات المسيرة، مستهدفةً طريقًا رئيسًا لنقل النفط بين بحر قزوين والبحر الأسود.
من جانبها، ذكرت السلطات الروسية أنها اعترضت العديد من الطائرات المسيرة الأوكرانية في الليلة الماضية؛ مما يُبرز استمرار الأعمال العدائية على جبهات متعددة.
وشددت صحيفة "لو فيغارو" على أنه وسط هذه التطورات، يتعامل القادة الأوروبيون مع تحديات ليس فقط في الاستجابة العسكرية والدبلوماسية الفورية، ولكن أيضًا في العواقب الاستراتيجية طويلة المدى على بنية الأمن القاري.
ويتوقع أن تركز المناقشات في باريس على كيفية تعزيز الدفاعات الأوروبية مع مراعاة المواقف المتزايدة الحزم من الولايات المتحدة والتغيرات المستمرة في المشهد الجيوسياسي.
وختمت الصحيفة تقريرها بالقول، إنه "بينما تتكشف هذه الأحداث، يشير انفتاح السويد على إرسال قوات حفظ سلام واستعداد بريطانيا لنشر قوات إلى احتمال زيادة التدخل العسكري الدولي في أوكرانيا؛ مما يسلط الضوء على أهمية ضمان سلام مستدام وتأمين مستقبل أوروبا".
واستطردت: "يحتمل أن تكشف الأيام المقبلة المزيد عن شكل التضامن الأوروبي ودور قوات حفظ السلام في هذا الصراع المعقد".