logo
العالم

ضمانات أمنية.. هل يوافق الغرب على إرسال 100 ألف جندي إلى أوكرانيا؟

ضمانات أمنية.. هل يوافق الغرب على إرسال 100 ألف جندي إلى أوكرانيا؟
جنود أوكرانيون على جبهات القتالالمصدر: رويترز
17 فبراير 2025، 10:36 ص

في إطار محاولات الرئيس الأمريكي  دونالد ترامب لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية، تجري دول أوروبية مشاورات لإمكانية إرسال قوات حفظ سلام أوروبية إلى أوكرانيا لحماية أي وقف محتمل لإطلاق النار بين موسكو وكييف، برعاية أمريكية، ومع ذلك، لم يتم التوصل إلى توافق أوروبي شامل بشأن هذه الخطوة حتى الآن.

وبدأت هذه المناقشات في فبراير 2024، بعد رفض الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اقتراح استبعاد إرسال قوات غربية إلى أوكرانيا.

وكان ماكرون أكد في ديسمبر 2024، خلال لقائه مع الرئيس الأمريكي ترامب والرئيس الأوكراني زيلينسكي على هامش إعادة افتتاح كاتدرائية نوتردام في باريس، أن فرنسا على استعداد للمساهمة في ضمان أمن أوكرانيا، وهو ما أثار دعوة الأوكرانيين بشكل علني لإرسال قوات أوروبية.

في هذا السياق، أفادت هيئة الصحافة التابعة لجهاز الاستخبارات الخارجية الروسي بأن الغرب يخطط لنشر ما يسمى بقوة حفظ السلام التي تتضمن نحو 100 ألف جندي بهدف استعادة جاهزية أوكرانيا القتالية.

من جانبها، اعتبرت الاستخبارات الروسية أن هذا التواجد العسكري الأجنبي قد يشكل احتلالًا فعليًّا لأوكرانيا. في وقت لاحق، أكد المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، أن نشر قوات حفظ السلام لن يتم إلا بموافقة الأطراف المعنية في النزاع.

زيلينسكي والضمانات الأمنية

وفي تصريحات جديدة له خلال مؤتمر ميونيخ للأمن السنوي، جدد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مطالبته للدول الغربية بإرسال قوة عسكرية تتألف من 100 ألف جندي إلى أوكرانيا، وذلك ضمن ما يُطلق عليه "الضمانات الأمنية".

وقال زيلينسكي: "ما معنى الضمانات الأمنية؟ تعني الانضمام إلى الناتو... أسلحة، صواريخ، سلاح نووي، أو أننا سننشئ ناتو في أوكرانيا كما قلت... وفي هذه الحالة، الأسلحة منكم من الناتو... والقوات من الأوروبيين والأمريكيين، لكن ليس مجرد 5 أو 7 آلاف جندي... نحن بحاجة إلى 100 ألف جندي".

وكان وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، أكد في وقت سابق أن قوات حفظ السلام الدولية في أوكرانيا يجب أن تكون تحت مظلة غير تابعة لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، تجنبًا للمادة الـ5 من معاهدة الدفاع الجماعي.

وأضاف أن أوروبا ينبغي أن تتحمل الجزء الأكبر من المساعدات العسكرية وغير العسكرية لأوكرانيا، مع تأكيده أن الولايات المتحدة لن تُرسل قواتها إلى هناك.

وفي سياق متصل، أكدت وكالة "رويترز" عن مسؤول أوروبي لم يُكشف عن اسمه، أن الاتحاد الأوروبي لم يتوصل إلى توافق حول إرسال قوات أجنبية إلى أوكرانيا. وأفاد المصدر بأن الاتحاد يناقش تشكيل تحالف من خمس إلى ثماني دول لمناقشة هذا الخيار، مع اعتبار فرنسا وألمانيا وإيطاليا وبولندا وبريطانيا بمثابة النواة الأساسية لهذه القوات.

إنشاء "ناتو مصغر"

تعليقًا على هذه المطالب الأوكرانية، أكد الخبراء في الشؤون الروسية أن الدول الأوروبية لن تتخذ قرارًا منفردًا في هذا الشأن دون الحصول على موافقة من الولايات المتحدة الأمريكية.

وأشار الخبراء إلى أن الموقف الأمريكي الرافض لإرسال القوات قد يُعقد جهود الغرب في إقامة "ناتو مصغر" داخل أوكرانيا. كما أضافوا أن حلف شمال الأطلسي أصبح غير قادر على وقف التوسع الروسي في الشرق الأوكراني، وأن ما يسعى إليه الآن هو الخروج من الحرب بشكل مشرف بعد فشل أهدافه في روسيا.

وفي هذا السياق، استبعد الخبراء إمكانية إرسال الناتو لـ100 ألف جندي إلى أوكرانيا، موضحين أن أقصى ما قد يفعله الحلف في الوقت الراهن هو إرسال خبراء سياسيين وعسكريين لضمان أمن أوكرانيا.

وأشار بسام البني، المحلل السياسي والخبير في الشؤون الروسية، إلى أن الدول الأوروبية تتمنى إرسال ما بين 100 إلى 200 ألف جندي إلى أوكرانيا، إلا أن روسيا لن تقبل بهذه الفكرة.

وأضاف لـ"إرم نيوز" أن هذه الخطوة غير قابلة للتنفيذ في ظل الموقف الأمريكي الواضح بعدم إرسال قوات إلى أوكرانيا. ولفت إلى أن حال انفردت الدول الأوروبية باتخاذ القرار، فإن القوات الأجنبية ستكون هدفًا مباشرًا للجيش الروسي، وبالتالي لن يُطبق عليها البند الـ5 من معاهدة الناتو.

القوات الأجنبية والأهداف الروسية

وأضاف البني أيضًا أن روسيا لن تسمح بوجود قوات لحفظ السلام في أوكرانيا في المستقبل القريب، إلا إذا تم التوصل إلى تسوية سياسية بين واشنطن وموسكو تضمن تقاسم النفوذ، وتوفير ضمانات للمصالح الجيوسياسية الروسية. وفي هذه الحالة، قد تكون القوات من الدول الصديقة لروسيا، ولكنها ستكون قوة رمزية دون تدخل للأمم المتحدة.

وأوضح البني، أن أوكرانيا لا يحق لها المطالبة بضمانات أمنية، لأنها تعتبر الطرف المهزوم في النزاع، فيما تفرض روسيا شروطها بوصفها الطرف المنتصر. وأضاف أن هذا هو جوهر قواعد الحروب، إذ إن الطرف الفائز هو من يكتب التاريخ ويحدد شروط نهاية الحرب، مشيرًا إلى أن روسيا تواصل تقدمها في جبهات القتال.

موقف الغرب من مطلب أوكرانيا

وأكد البني أن روسيا لن تقبل أي ضمانات أمنية تقدمها أوروبا، وخاصة من خلال إرسال جنود إلى الأراضي الأوكرانية. ربما يكون هناك تعهدات من روسيا بأن ما تبقى من أوكرانيا لن يتعرض لهجوم، إذا وافقت كييف على سحب سلاحها وحيادها في الدستور وعدم انضمامها إلى حلف الناتو.

وأشار البني إلى أن المفاوضات المقبلة بين واشنطن وموسكو ستكون شاملة وتتناول العديد من القضايا، وليس فقط الملف الأوكراني، موضحًا أن الوضع الأوكراني هو جزء من مفاوضات أكبر بين الدولتين.

تهديد الحدود الأوروبية

من ناحية أخرى، قال الدكتور عماد أبو الرب، رئيس المركز الأوكراني للتواصل والحوار، إن هناك توجهات جديدة وحوارًا ساخنًا في مؤتمر ميونيخ الأمني بين الولايات المتحدة والناتو.

وأضاف أن الناتو يشعر بقلق حيال توجهات واشنطن لحل الأزمة الروسية الأوكرانية، وما إذا كانت ستؤدي فعلًا إلى إنهاء الحرب.

وأشار أبو الرب، إلى أن الدول الأوروبية تخشى عودة الصراع مجددًا بعد انتهاء الحرب، وأوضح أن السيناريو الأكثر خطورة هو شن موسكو هجومًا مفاجئًا على كييف؛ ما يهدد حدود أوروبا بشكل مباشر.

أخبار ذات علاقة

المدفعية الروسية

قبيل "القمة الحاسمة".. تصعيد روسي واسع النطاق شرق أوكرانيا

 وقال لـ"إرم نيوز": إن "الناتو أصبح عاجزًا الآن عن وقف الحرب أو إيقاف التمدد الروسي في الشرق الأوكراني. الجميع يبحث الآن عن مخرج، لكن لا يوجد توافق حول كيفية الخروج".

وأضاف: "في ظل هذه التعقيدات وضبابية المواقف الدولية، بما في ذلك الموقف الأمريكي والناتو المتباين داخليًّا، فإن الناتو لن يوافق على إرسال 100 ألف جندي إلى أوكرانيا. أقصى ما يمكن أن يفعله هو إرسال خبراء سياسيين وعسكريين لضمان أمن أوكرانيا بأي شكل من الأشكال".

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC