أطلق حلف شمال الأطلسي، الناتو، مشروعًا باسم "نظام الدفاع الجوي الأرضي المعياري"، يستهدف تطوير نظام دفاع جوي أرضي يتمتع بمرونة واستدامة، بحسب بيان رسمي على موقع الحلف.
ويوفر المشروع للمشاركين فيه إطارًا متعدد الجنسيات لتطوير وتوفير قدرة استجابة للتهديدات الجوية على كامل نطاق المدى القصير جدًا والقصير والمتوسط.
كما سيطبق المشروع نهجًا معياريًا منظمًا، بهدف تزويد الحلفاء المشاركين بحلول متنوعة وقابلة للتطوير، وفي سبيل ذلك وقع حلف "الناتو" اتفاقية إطارية مع شركة "أسيلصان" التركية وشركات دفاعية عالمية كبرى، مثل "إيرباص" للدفاع والفضاء، و"رايثيون"، و"لوكهيد مارتن"، و"تاليس".
وستُسهم الشركات المشاركة في المشروع بتطوير حلول نظام الدفاع الجوي الأرضي، برؤى مستقلة ومبتكرة في إطار تنافسي، على أن تُسلَّم نتائج المرحلة الأولى من الدراسة في سبتمبر المقبل، تمهيدًا لتقييم أفضل الخيارات الممكنة.
في العام 2018، بادر مديرو التسلح الوطني المتحالفون بتطوير نهج منظم لتسهيل التعاون متعدد الجنسيات في مجالات القدرات الرئيسية.
وتمثلت حينها الاستجابة لهذا الطموح في إنشاء برنامج "تمكين التعاون متعدد الجنسيات" ضمن مسار عمل CNAD4، إذ تم التحقق من صحة هذا النهج في العام 2019 من خلال دراسة تجريبية أولى لاستكشاف فرص التعاون في مجال الدفاع الجوي الصاروخي الأرضي (GBAD).
وكان من بين مجالات التعاون الفرعية التي تم بحثها تطوير وشراء قدرات الدفاع الجوي الصاروخي الأرضي (GBAD) قصيرة وقصيرة جدًا ومتوسطة المدى.
وبعد إجراء المزيد من التحليل والمفاوضات، أطلقت بلجيكا والدنمارك وألمانيا والمجر وإيطاليا ولاتفيا وهولندا وسلوفينيا وإسبانيا والمملكة المتحدة مشروع الدفاع الجوي الصاروخي الأرضي المعياري عالي الوضوح متعدد الجنسيات، وذلك من خلال توقيع خطاب نوايا على هامش اجتماع وزراء الدفاع في أكتوبر 2020.
وبعد توقيع خطاب النوايا، بدأ الحلفاء العشرة المشاركون العمل على تطوير مجموعة مفصلة من المتطلبات المشتركة ومذكرة تفاهم مقابلة.
تُعد قدرات نظام الدفاع الجوي الأرضي (GBAD) بالغة الأهمية لحماية سكان وأراضي وقوات حلف الناتو. ولذلك، من الضروري أن يكون الحلفاء مزودين بقدرات دفاع جوي أرضي أرضي متطورة وفعالة قادرة على الدفاع ضد التهديدات الجوية المتطورة بشكل متزايد.
تستخدم قوات الدفاع الجوي الأرضي المتحالفة حاليًا مجموعة واسعة من الأنظمة لنطاقات مختلفة، حسب التهديد، ويُعقّد هذا الوضع توفير قوات دفاع جوي أرضي أرضي مرنة وقابلة للتكيف، ويُسهم في تحديات التوافق التشغيلي نظرًا لاستخدام أنظمة مختلفة عبر الحلف.
يهدف مشروع نظام الدفاع الجوي الأرضي الأرضي المعياري عالي الوضوح إلى تسهيل التطوير والاستحواذ المحتملين لنظام دفاع جوي أرضي أرضي أرضي مُصمم بالكامل على أساس معياري، حول مركز توزيع نيران مشترك.
سيُمكّن هذا النهج المشاركين من دمج ومطابقة المكونات الفردية لإنشاء حزم قوة دفاع جوي مضادة للتهديدات مصممة خصيصًا، استنادًا إلى نظام واحد يغطي كامل نطاق التهديدات قصيرة ومتوسطة المدى. علاوة على ذلك، سيزيد هذا النهج بشكل كبير من قدرة المشاركين على دمج الوحدات الوطنية بسلاسة في حزم قوة دفاع جوي مضادة للتهديدات متعددة الجنسيات.
يقترح "الناتو" رفع الإنفاق الدفاعي إلى 3.5% من الناتج المحلي الإجمالي، كما يحث أعضاءه على تعزيز القدرات العسكرية للوحدات والتشكيلات بنسبة 30%، مع التركيز على تعزيز القدرات النوعية كالمُسيّرات والذكاء الاصطناعي.
ويعكس المشروع توجهًا نحو تكاملية الأنظمة، ويعزز موقع تركيا كفاعل محوري في تصميم حلول دفاعية معيارية قابلة للتشغيل البيني إقليميًا ودوليًا.
وكان الناتو أجرى أكبر وأضخم تدريب عسكري له منذ الحرب الباردة، تحت اسم "المدافع الصامد" بمشاركة أكثر من 90 ألف جندي من 32 دولة في الحلف في 2024.
