يشكك تقرير غربي بـ"فعالية وجدوى" ما عرف بـ"جدار الطائرات من دون طيار" الذي تنوي الدول الأوربية بناءه لصدّ الهجمات الروسية "الجريئة" التي طالت دولاً في حلف شمال الأطلسي، وفق تقرير لصحيفة "التايمز" البريطانية.
وكانت طائرات من دون طيار روسية حلّقت فوق حوض بناء سفن ومحطة طاقة في مدينة كيل الألمانية، وقاعدة عسكرية في سانيتز، على بُعد 150 كيلومتراً شرقاً، وقواعد جوية في النرويج والدنمارك، وقاعدة كارلسكرونا البحرية في السويد.
كما رصدت الشركة المسؤولة عن مراقبة الحركة الجوية في المجال الجوي الألماني، 144 طائرة من دون طيار قرب المطارات حتى الآن هذا العام، مقارنة بـ 113 طائرة في عام 2024 بأكمله.
وبأثر تلك الهجمات والتهديد الحقيقي، بدأت المملكة المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون يتحدثون عن بناء "جدار الطائرات من دون طيار"، وهو حزام دفاعي متعدد الطبقات.
الجدار يشتمل على أجهزة رادار وصوتية وأجهزة استشعار أخرى للكشف عن الأهداف القادمة ومجموعة من الأسلحة لإسقاطها، من الصواريخ بعيدة المدى إلى الطائرات من دون طيار الاعتراضية وحتى المدافع الرشاشة، كملاذ أخير بالقرب من الأهداف المحتملة الأكثر حساسية.
لكن "التايمز" ترى أن وصف المشروع بـ"جدار" هو "كلام مُضلل" مشيرة إلى أنه يُشبه وعد دونالد ترامب ببناء درع صاروخي "قبة ذهبية" حول الولايات المتحدة.
وذهبت إلى مشروع الجدار ربما يُمكن القيام به، إلا أنه لن يستغرق وقتاً طويلاً ومالاً طائلاً فحسب، بل لن يكون قادراً على تغطية كل مكان أو أن يكون درعاً منيعاً، وفق "التايمز".
وتنقل الصحيفة البريطانية عن مسؤول في وزارة الدفاع بأنه "أكثر من مجرد خدعة سياسية"، بل هو بالتأكيد فكرة تهدف جزئياً إلى "دحض أي حديث انهزامي عن عجزنا عن حماية أنفسنا من طائرات روسيا المُسيّرة خشية أن يحصل على مراده.. مزاجٌ من الانهزامية والذعر".
ليس من السهل الموافقة على أي مشروع متعدد الجنسيات، وهناك بالفعل خلافات حول التوقيت والتكلفة، إذ تعتقد إيفيكا سيلينا، رئيسة وزراء لاتفيا، أن جداراً دفاعياً مضاداً للطائرات من دون طيار على طول الجناح الشرقي لحلف الناتو يمكن تنفيذه خلال عام أو عام ونصف العام.
في المقابل، صرّح بوريس بيستوريوس، وزير الدفاع الألماني، بأنه لا يمكن تنفيذه خلال السنوات الثلاث أو الأربع المقبلة، فيما تُركز العديد من الدول الأوروبية على أولويات عسكرية أخرى، من الدبابات إلى السفن الحربية.
وهناك العديد من المشاريع الجديدة قيد التنفيذ، إذ تشتري الدول أنظمة مضادة للطائرات المسيرة خاصة بها، وتبحث عن طرق أفضل لمشاركة معلومات الرادار. وأعلنت بريطانيا بالفعل عن مشروع "الأخطبوط"، وهو اتفاق مع أوكرانيا لتطوير وإنتاج طائرات اعتراضية مسيرة بشكل مشترك، ويشارك القطاع الخاص بكل قوة، مقدماً حلولاً متنوعة، العديد منها من أوكرانيا.
وبات على الغرب، بحسب "التايمز"، أن يتكيّف مع هذا العصر من الهجمات الإلكترونية، وغارات الطائرات المسيرة، والتضليل الإعلامي، والتخريب. ومع ذلك، فهو في خضم هذه العملية يحظى بفرصة للتكيف قبل أن يلوح في الأفق أي خطر حقيقي لحرب أوسع نطاقاً مع روسيا، ويدرك ما يمكن توقعه، ويملك الوقت الكافي للتحرك قبل فوات الأوان.