ترامب: شعرت بغضب شديد بعد علمي بهجوم أوكرانيا على مقر إقامة بوتين

logo
العالم

دبلوماسية بلا جدول زمني.. ترامب يخفف سقف التوقعات بشأن أوكرانيا

ترامب وزيلينسكيالمصدر: رويترز

ظهر الرئيسان الأمريكي دونالد ترامب وضيفه الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في ختام لقائهما بمنتجع مارالاغو بولاية فلوريدا، في حالة من الترقب والانتظار بشأن إمكانية إحراز تقدم في المفاوضات متعددة الأطراف الجارية عبر أكثر من قناة واحدة.

ترامب فضّل في ختام اجتماعه المطوّل مع زيلينسكي، وبحضور كبار معاوني الرئيسين، أن يجدد التفاؤل بإمكانية التوصل إلى إنجاز قريب، من خلال إشارته إلى أن المفاوضين يقتربون من اتفاق في أوكرانيا.

ترامب، وهو يشير إلى اقتراب المفاوضين الأوكرانيين والأمريكيين، أبقى الاعتراف قائمًا بأن هناك قضايا معقدة لا تزال عالقة في هذا المسار التفاوضي الطويل.

هذه الإشارات من جانب الرئيس ترامب صاحبتها تأكيدات موازية من قبل مسؤولين في البيت الأبيض بأن الطرفين الأوكراني والأمريكي يعتزمان عقد جولة مفاوضات جديدة في أجل أقصاه الأسبوع المقبل، مباشرة في أعقاب إجازات نهاية العام ومطلع العام الجديد.

هذا الموعد يبقى مفتوحًا أمام أية حالة اختراق يمكن أن تحدث، وهو قابل للتغيير إذا توفرت معطيات جديدة خلال الفترة المتبقية من العام الحالي.

أخبار ذات علاقة

المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف

الكرملين: نتفق مع تصريحات ترامب بأن اتفاق السلام أصبح قريبا

تقدم محدود

مسؤولو إدارة ترامب كانوا يتوقعون أن يشكّل لقاء فلوريدا بين ترامب وزيلينسكي مدخلًا جديًا لمعالم اتفاق بين الجانبين، لكن إشارة ترامب إلى وجود قضايا لا تزال عالقة بين الجانبين الأوكراني والروسي تشير إلى أن التقدم الذي تحقق في هذه القمة كان محدودًا، كما يصف ذلك مسؤولو البيت الأبيض.

وكان الرئيس ترامب قد أعلن أنه تحدث في وقت سابق، قبل لقائه ضيفه الأوكراني، مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تمهيدًا لقمته اللاحقة مع زيلينسكي.

مسؤولون في البيت الأبيض أوضحوا لـ«إرم نيوز» أن الرئيس ترامب سيتحدث لاحقًا، وللمرة الثانية، إلى الرئيس الروسي في اتصال هاتفي بعد قمته مع زيلينسكي، لكن من دون تحديد موعد لهذا الاتصال.

أجواء سلبية

مسؤولو البيت الأبيض أكدوا لـ"إرم نيوز" أن "سقف التوقعات كان عاليًا قبل قمة فلوريدا، بأن تشهد نهاية العام الحالي انفراجة كبيرة في الحرب الدائرة في كييف، لكن تطورات الساعات الأخيرة غيّرت من مسارات التفاوض الحالية".

بدوره، لا يعتقد زيلينسكي، بحسب مسؤولي البيت الأبيض، بإمكانية الرهان على التزام الرئيس الروسي بمسار تفاوضي، بالقدر الذي لا يزال يمضي فيه بخياره العسكري على الأرض، من دون مراعاة للمساعي الأمريكية القائمة على مدار الساعة.

وأشار مسؤولو البيت الأبيض إلى أن هجوم الساعات الأربع والعشرين الماضية الذي نفذته القوات الروسية في العاصمة كييف، وأدى إلى مقتل وإصابة مدنيين، وحرمان المواطنين من مصادر التدفئة والتزود بالطاقة في موسم صفري بدرجات البرودة في العاصمة الأوكرانية، عقّد جهود فريق ترامب التفاوضي مع الجانب الأوكراني وآخرين.

هذا الانشغال أخذ حيزًا جيدًا من حديث زيلينسكي إلى الرئيس ترامب حول عدم جدية الكرملين في التعامل مع مسار سلمي لإنهاء الأزمة.

السلوك المتجدد من جانب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يضع الوساطة الأمريكية أمام وضعيات صعبة، ويجعل الشك في جدية الجانب الروسي يتعمق أكثر لدى المفاوضين الأوكرانيين، بحسب المسؤولين الأمريكيين.

وأوضح المسؤولون أن الانزعاج كان واضحًا على الجانبين، من الوفدين الأوكراني ومساعدي الرئيس ترامب، بسبب التوقيت الذي لا يخدم الجهود الأمريكية ولا يساعد على بناء الثقة في وساطة الرئيس ترامب، كما أن الجانب الأوكراني يجد في هجمات الجيش الروسي دليلًا إضافيًا في كل جولة مفاوضات للتشديد على الضمانات الأمنية التي يطالب بها الأوكرانيون الجانب الأمريكي.

وهناك اتفاق في هذه اللحظة، بحسب مقربين من فريق الرئيس ترامب، على إبقاء الباب مفتوحًا أمام جولة تفاوض جديدة في أجل أقصاه الأسبوع الأول من يناير/كانون الثاني المقبل بين الطرفين الأمريكي والأوكراني، بانتظار ما سينتهي إليه الاتصال الهاتفي المرتقب بين الرئيس ترامب ونظيره الروسي.

أخبار ذات علاقة

ترامب وزيلينسكي خلال المؤتمر الصحفي

بعد لقاء زيلينسكي.. ترامب يبدي استعداده لزيارة أوكرانيا بشرط (فيديو)

زخم التفاوض

هذه الخطوة، يقول المقربون، تهدف إلى الإبقاء على الزخم التفاوضي الذي تحقق في الأسابيع القليلة الماضية قائمًا، والبناء عليه في تجاوز النقاط الخلافية التي لا تزال تحول دون تضييق المسافة بين وجهتي النظر الأوكرانية والروسية.

فريق الرئيس ترامب يقف في الوقت الحاضر عند قناعة بأن هناك حاجة لمزيد من الجهود على الجبهات الأوكرانية والروسية كافة في الأيام القليلة القادمة.

وعلى الرغم من هذه العقبات، يقول المقربون إن الصورة في اللحظة الراهنة أكثر وضوحًا مما كانت عليه في أي وقت سابق.

لا جداول زمنية

وعلى عكس المرات السابقة، ظهر الرئيس ترامب غير ملتزم في تصريحاته الجديدة بأي توقيت لأي اتفاق يمكن أن يتحقق.

وجعل ترامب الأبواب مفتوحة بالكامل على الاحتمالين: التوصل إلى تحقيق إنجاز، أو ألا يتم الاتفاق بين الجانبين.

كما لم ينكر ترامب أن الأمر قد يزداد تعقيدًا في حال لم يستغل الطرفان الفرصة المتاحة حاليًا، وأن الحرب قد تطول لوقت أطول بكثير مما يعتقده الجانبان الأوكراني والروسي.

هذا التحوّل، يقول بشأنه مسؤولو البيت الأبيض، إن مقربي الرئيس باتوا يدركون الآن أكثر صعوبة التعامل مع التفاصيل الخلافية بين زيلينسكي وبوتين، إضافة إلى الانعدام الكامل للثقة بين الطرفين في بعض المواقف، والتراجع عن مواقف سابقة في بعض الأمور.

أخبار ذات علاقة

ترامب وزيلينسكي خلال المؤتمر الصحفي

ترامب يكشف "الملف الأصعب" في مفاوضات روسيا وأوكرانيا للسلام (فيديو)

كل هذه التفاصيل، يقول المسؤولون، جعلت الرئيس ترامب يتجنب إعطاء أي جداول زمنية لأي إطار اتفاق محتمل بين موسكو وكييف، وعلى عكس ما كان عليه الأمر عندما كان ترامب خارج البيت الأبيض، أو حتى عند مطلع ولايته الرئاسية الحالية، إذ كان دائمًا يظهر ثقة كبيرة في قدرته على تقريب وجهات النظر وإنهاء الحرب في وقت قياسي.

واتضح أن هناك عداءً كبيرًا بين الرئيسين الروسي والأوكراني، وأن الكثير من التفاصيل المعقدة على الأرض هي التي تجعل رهان الرئيس ترامب على قدرته التفاوضية كرجل صفقات ممتاز، وكذلك رهانه على العلاقة الشخصية التي تجمعه بالرئيس الروسي بوتين.

واعتقاد ترامب أنه مفاوض ممتاز، وأيضا رهانه على علاقته ببوتين، أمران لا يكفيان لإنهاء هذه الحرب، التي لا يزال الرئيس ترامب يرافع أمام طرفيها، بحسب المسؤولين، بأنها تشكل خطرًا على الأمن العالمي، وأن هناك مصلحة فورية للجانبين لتقديم التنازلات المطلوبة لبدء مسار سياسي جدي لإنهاء هذه الحرب.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC