كشفت صور الأقمار الصناعية الأخيرة عن تدريبات بحرية صينية باستخدام سفن جسر المياه "شويكياو"، زوارق مصممة لتتشابك وتكوّن جسورا عائمة.
ويتيح هذا النظام لبكين إمكانية إنزال القوات والمعدات الثقيلة على تايوان دون الاعتماد على الموانئ أو الشواطئ التقليدية؛ ما يثير تساؤلات حول فعالية هذا الأسلوب في الصراعات الواقعية.
لطالما أثارت سفن الجسر الصينية اهتمام المحللين العسكريين؛ حيث أكدت صور الأقمار الصناعية الجديدة أن البحرية الصينية تجري تدريبات مكثفة بهذه الزوارق، بالتعاون مع سفن الدحرجة المدنية RoRo.
شارك الضابط الأمريكي السابق توم شوجارت صورا لهذه التدريبات على منصة X، مبينًا وجود عبارات تستخدم منحدرات مقدمتها ومؤخرتها للاتصال بمنصات الجسر، المشكلة سلسلة طويلة تصل إلى الشاطئ؛ بما يعزز المخاوف من أن هذه السفن مخصصة لغزو تايوان المحتمل.
وأشارت صحيفة "نيفال نيوز" إلى أن هذه السفن تُعد "طريقًا إلى تايوان"، نظرًا لقدرتها على السماح للعبارات المدنية والعسكرية بتفريغ حمولتها مباشرة على جسر عائم مؤقت، متجاوزة الحاجة لميناء تقليدي.
وأُجريت التدريبات قرب جزيرة نانسان في فبراير الماضي، حيث رُصدت ثلاثة زوارق متمركزة معا، مكوّنة سلسلة تمتد حتى الشاطئ، وبقيت حتى 22 مارس؛ تم خلالها تدريب عبّارتين مدنيتين على تفريغ الحمولات، قبل أن تتجه السفن شمالًا إلى جزيرة دونغهاي لمواصلة العمليات المماثلة.
يُظهر المزج بين الموارد العسكرية والمدنية استعداد الصين لاستخدام العبارات المدنية لنقل القوات والمعدات؛ ما يعزز قدرة الجيش على تنفيذ عملية إنزال عبر المضيق في حال التصعيد.
صُممت سفن شويكياو لتتصل ببعضها لتشكيل جسر عائم يصل حتى 2700 قدم، لنقل القوات والدبابات مباشرة من البحر إلى اليابسة دون الحاجة لميناء.
تتوفر هذه السفن بثلاثة أحجام وفق كلية الحرب البحرية الأمريكية، منها شويكياو 110 LPU، وشويكياو 135 LPU، وشويكياو 185 LPU.
تعمل هذه الفئات معا كهيكل معياري؛ حيث تتصل الأصغر بالشاطئ، وتربط المتوسطة بين الأصغر والأكبر، لتشكل نقطة إرساء مستقرة في عرض البحر.
وبعض السفن مزودة بأعمدة تثبيت في قاع البحر لضمان الثبات في الظروف الجوية الصعبة؛ ما يسمح بتفريغ المركبات الثقيلة مثل الدبابات والشاحنات.
تشير التدريبات إلى قدرة النظام على تفريغ كتيبة أسلحة ثقيلة مؤلفة من حوالي 150 مركبة خلال 40 إلى 60 دقيقة باستخدام خمس نقاط تفريغ، رغم أن العملية تعتمد على كفاءة الجيش في إدارة تسلسل العمليات.
يهدف نظام شويكياو إلى معالجة أكبر تحدٍ عسكري تواجهه الصين، وهو إنزال قوات كبيرة على تايوان؛ حيث إن الجزيرة محصنة جيدا وشواطئها الغربية محدودة ومحصنة؛ ما يجعل الهجمات التقليدية محفوفة بالمخاطر.
توفر البارجات للصين إمكانية اختيار مواقع إنزال أقل وضوحا، بما في ذلك المناطق الصخرية الساحلية أو مصبات الأنهار؛ ما يعقد خطط الدفاع التايوانية ويزيد الضغط على قواتها.
مع ذلك، هناك قيود كبيرة؛ لأن السفن كبيرة وبطيئة، وعرضة لهجمات جوية وبحرية وصاروخية، وتعتمد فعاليتها على قمع المدفعية وأنظمة الدفاع الساحلية التايوانية؛ إذا تعرّضت البارجة الأولى في السلسلة للتدمير، يبقى من غير المؤكد قدرة باقي النظام على الاستمرار بفعالية.
وتشير الصور إلى أن هناك خمس سفن شويكياو جديدة قيد الإنشاء في حوض بناء السفن الدولي في قوانغتشو، وهو مركز رئيس لتوسيع القدرات البحرية الصينية.
وقد سبق أن أنتج الحوض سفنا استثنائية، بما فيها سفينة سطحية من دون طاقم وحاملة طائرات خفيفة؛ ما يعكس تنسيق الصين بين المرافق المدنية والعسكرية.
وشبّه المراقبون النظام بـ موانئ مولبيري خلال الحرب العالمية الثانية لغزو نورماندي، حيث مكنت القوات من إنزال المعدات دون الاستيلاء على ميناء، بما يتيح للصين المرونة اللازمة لنقل القوات إلى مواقع غير متوقعة في تايوان.
نظام شويكياو ليس مشروعا منفصلا، بل جزء من استراتيجية دمج الموارد المدنية والعسكرية؛ حيث تم تصميم عبارات الدحرجة للعمليات التجارية، لكنها يمكن تحويلها سريعا لنقل المعدات الثقيلة في أوقات الأزمات.
كما يمثل هذا الدمج تحديا إضافيا لتايوان؛ إذ يمكن للعبارات المدنية أن تتحول بسرعة إلى أدوات هجومية، مع صنادل شويكياو التي تسمح بنقل المعدات مباشرة إلى الطرق الداخلية للجزيرة.
تشكل تطورات شويكياو مصدر قلق لتايوان؛ إذ تعكس قدرة الصين على تنويع نقاط إنزال القوات وتقليل التنبؤ بتحركاتها.
وبينما لا يزال النظام غير مثالي ويواجه مخاطر، فإن بناء هذه السفن واختبارها يظهر عزم بكين على الاستعداد لغزو محتمل عبر المضيق، واستثمارها في أدوات تزيد من جدوى أي عملية برمائية مستقبلية رغم المخاطر الكبيرة.