logo
العالم

بين تدريبات الإنذار و"الغزو المحتمل".. تايوان ترفع الإنفاق الدفاعي 23%

بين تدريبات الإنذار و"الغزو المحتمل".. تايوان ترفع الإنفاق الدفاعي 23%
جنود تايوانيون خلال تدريب عسكريالمصدر: أ ف ب
27 أغسطس 2025، 1:48 م

دوّت صفارات الإنذار صباحاً بالقرب من الساحل الصيني، معلنة انطلاق واحد من أوسع التمارين الدفاعية في تايوان، حيث احتمى موظفون حكوميون تحت المكاتب، ولجأ آخرون إلى الملاجئ، فيما تولت الطواقم الطبية معالجة "مصابين" وهميين ضمن مناورات ضخمة للدفاع المدني.

هذه المشاهد لم تكن إلّا جزءاً من استعدادات الجزيرة لمواجهة احتمال هجوم صيني، لم تستبعده بكين يوماً في إطار مساعيها لإعادة “توحيد” الجزيرة.

حملة عسكرية يقودها الرئيس لاي

منذ توليه منصبه، أطلق الرئيس التايواني ويليام لاي إصلاحات دفاعية هي الأوسع منذ سنوات؛ فإلى جانب إطالة مدة التجنيد الإلزامي وتحسين رواتب ومزايا الجنود، شددت الحكومة على رفع جاهزية الجيش عبر تدريبات أكثر صرامة ومناورات ميدانية تحاكي حرب المدن.

أخبار ذات علاقة

جنود تايوانيون خلال تدريب عسكري

"يجب أن نعتمد على أنفسنا".. تايوان ترد على تصريحات ترامب

كما رفعت تايبيه موازنتها الدفاعية 23% لتبلغ 949.5 مليار دولار تايواني (نحو 31 مليار دولار أمريكي)، أي أكثر من 3% من الناتج المحلي الإجمالي، مع وعد بزيادتها إلى 5% بحلول 2030، استجابةً لضغوط أمريكية لتعزيز القدرات الدفاعية.

وتؤكد الحكومة أن الهدف من هذه الإجراءات ليس إشعال الصراع، بل ممارسة "حق الدفاع عن النفس"، معلنة شعارها المتكرر: "بالاستعداد للحرب، نتجنب الحرب".

إلا أن إقناع المواطنين بجدوى هذه الاستعدادات ليس سهلاً؛ فوفق استطلاع لمؤسسة الدفاع الوطني والبحوث الاستراتيجية، يعتقد 65% من التايوانيين أن الغزو الصيني غير مرجح خلال السنوات الخمس المقبلة، رغم تحذيرات أمريكية من أن بكين قد تكون قادرة على تنفيذ غزو بحلول 2027.

ويرى البعض في تايبيه، أن التدريبات باتت ضرورة؛ حيث يقول ستانلي وي، موظف مكتب إن "التهديد يزداد، انظروا كيف تطوّقنا الصين بسفنها الحربية"، بينما يضيف راي يانغ، خبير تكنولوجيا: "قبل حرب أوكرانيا لم أكن قلقاً. الآن أؤمن بأن الغزو ممكن فعلاً"، بحسب شبكة "بي بي سي".

واشنطن الضامن… إلى متى؟

لطالما شكّل التعهد الأمريكي بدعم تايوان عسكرياً عنصر طمأنة للتايوانيين؛ إلا أن استطلاعات الرأي تشير إلى تراجع الثقة خلال إدارة الرئيس دونالد ترامب الحالية؛ ورغم ذلك، ما زال البعض يؤمن بأن تدخل واشنطن ـ ومعها المجتمع الدولي المرتبط بصناعة أشباه الموصلات التايوانية ـ سيحول دون أي غزو شامل.

ودفعت التهديدات الصينية المتكررة البعض لاعتبارها "مجرد صرخات ذئب كاذب"، لذلك يرى عالم السياسة وين تي سونغ أن تكرار التحذيرات جعل الناس يتجاهلونها حفاظاً على صحتهم النفسية: "لا يمكن أن نعيش في حالة استنفار دائم".

أخبار ذات علاقة

الحرب في أوكرانيا

تايوان كلمة السر.. لماذا تسعى الصين لإطالة حرب روسيا وأوكرانيا؟

 لكن على الأرض، تستمر بكين في إرسال الطائرات والسفن إلى أجواء ومياه تايوان، فيما تتهم حكومة لاي الصين بأنها "قوة معادية أجنبية تسعى لضم الجزيرة".

بالمقابل، تصف بكين مناورات هان كوانغ العسكرية بأنها "خدعة" يستخدمها الحزب الديمقراطي التقدمي الحاكم لـ"اختطاف الشعب نحو أوهام الاستقلال".

هل الغزو قريب؟

انقسم الخبراء، فالبعض يرى أن قدرات الجيش الصيني لم تبلغ بعد مستوى يؤهله لمواجهة الولايات المتحدة، فيما يؤكد آخرون أن التحركات العسكرية حول الجزيرة تزيد احتمالات المواجهة.

وتتراوح سيناريوهات الغزو المحتمل بين حصار جوي وبحري، هجمات صاروخية، وحتى تخريب كابلات الاتصالات البحرية. 

لكن الأكثر خطورة، وفق مراقبين، قد يكون ما يُعرف بـ"الغزو الناعم"، عبر حملات تضليل وتأثير ثقافي واقتصادي تهدف إلى كسب قلوب التايوانيين قبل عقولهم.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC