مع تزايد المؤشرات على عقد قمة بين الرئيسين الأمريكي، دونالد ترامب، والصيني، شي جين بينغ، تبدو تايوان قلقة من "صفقة" بين واشنطن وبكين تقوّض حكمها الذاتي.
ولا توجد خطة مؤكدة للقاء ترامب شي جين بينغ، لكن يُعتقد على نطاق واسع أن الرجلين يجب أن يلتقيا شخصيًّا، على الأرجح في الخريف، لإبرام اتفاق تجاري بين الحكومتين، فيما يخشى البعض من أن الرئيس الصيني سيستغل رغبة نظيره الأمريكي في تقديم المزيد من التنازلات، خصوصًا في ملف تايوان.
وتنقل وكالة "أسوشيتد برس" عن جيسون هسو، الزميل البارز في معهد هدسون والمشرّع التايواني السابق، قوله إن تايوان قلقة من أن تصبح الجزيرة المتمتعة بالحكم الذاتي "قابلة للتداول" عندما يسعى ترامب إلى إبرام صفقة مع بكين.
وأضاف هسو، مستشهدًا بقضية الشهر الماضي التي زُعم فيها أن البيت الأبيض عرقل طلبًا للرئيس التايواني لاي تشينغ تي بالعبور عبر الولايات المتحدة.
وتحتفظ الولايات المتحدة بعلاقات غير رسمية مع تايوان، ولطالما سمحت بعمليات عبور مماثلة في الماضي، فيما يخشى الخبراء من أن إدارة ترامب تُرسي سابقة سيئة، وقد استغلها الديمقراطيون لانتقاد الرئيس الأمريكي.
ووصف النائب راجا كريشنامورثي، كبير الديمقراطيين في اللجنة الخاصة بالصين بمجلس النواب، هذه الخطوة بأنها "انقلاب حاد على السابقة، ومثال آخر على رضوخ إدارة ترامب للصين أملًا في التوصل إلى اتفاق تجاري".
وأضاف أن هذا القرار السياسي "يبعث بإشارة خطيرة" مفادها أن الديمقراطية في تايوان قابلة للتفاوض.
فيما أشار هسو، إلى أن تايوان تخشى أن "يُجبر" ترامب على دعم مبدأ الصين الواحدة، الذي تتبناه بكين، والذي يُقرّ بسيادتها على الجزيرة. كما تخشى من أن يُصرّح الرئيس الأمريكي بأيّ تصريح يدعم "التوحيد". وكان هذا طلبًا طرحته بكين على إدارة جو بايدن، وإن لم تحصل على ردّ إيجابي.
وأضاف هسو أن الأمر الآن متروك لتايوان لإقناع ترامب بالتفكير في الجزيرة باعتبارها "شريكًا اقتصاديًّا وليس شيئًا يمكنه التعامل معه عندما يتفاوض مع الصين".
واقترح أن تعزز تايوان التزاماتها الدفاعية، وتزيد مشترياتها من الطاقة، وتفتح سوقها أمام الشركات الأمريكية وتستثمر أكثر في الولايات المتحدة.
لكن سون يون، مدير برنامج الصين في مركز ستيمسون، قال إن ترامب ملزم بقانون العلاقات مع تايوان، وهو قانون محلي يلزم الولايات المتحدة بالحفاظ على علاقة غير رسمية مع الجزيرة ويوفر لها المعدات الكافية لردع أي غزو من قبل الصين.
وأضاف سون "إنه يستطيع أن يحرك العلاقة بين الولايات المتحدة وتايوان صعودًا وهبوطًا، لكنه لا يستطيع إزالة العلاقة".