مسيّرة تستهدف سيارة على طريق بلدة مركبا جنوبي لبنان

logo
العالم

مناورات "إندرا 2025".. اختبار إستراتيجي للتحالف الهندي الروسي

دبابات هندية وروسية في التمرينالمصدر: سبوتنيك

في وقت تتصاعد فيه المنافسة بين القوى الكبرى في آسيا، تتحول مناورات "إندرا 2025" بين روسيا والهند إلى مؤشر إستراتيجي على التحولات الإقليمية أكثر من كونها تدريبات عسكرية عادية. 

وتجرى المناورات، حاليًا، في ميدان ماهاجان بولاية راجاستان الهندية، في ظل تعزيز نيودلهي تحالفها الدفاعي مع موسكو رغم الضغوط الأمريكية المتزايدة،

فيما يشير الخبراء إلى أن هذه التدريبات، رغم محدودية حجمها، تعكس إعادة تموضع هندية واضحة وتوسعًا في التعاون العسكري والفني، خصوصًا في مجالات الصواريخ والطيران، مع السعي لمواجهة الجماعات المسلحة في آسيا الوسطى وأفغانستان دون استعداء الغرب.

وقال مدير مركز "جي إس إم" للأبحاث والدراسات في روسيا، د. آصف ملحم، إن الهند تجد نفسها اليوم وسط تنافس محموم بين القوى الكبرى، حيث يسعى كل طرف إلى جذبها إلى جانبه، سواء الصين أو روسيا أو الولايات المتحدة والدول الغربية، مضيفًا أن هذا الموقع الجيوسياسي جعل نيودلهي تتحرك بحذر لبناء شبكة علاقات متوازنة تضمن مصالحها الإقليمية والدولية.

وأوضح ملحم لـ"إرم نيوز" أن التدريبات العسكرية المشتركة بين  روسيا والهند لا ينبغي تضخيمها، مشيرًا إلى أنها محدودة من حيث الحجم، إذ لا يتجاوز عدد الجنود الروس المشاركين فيها 250 جنديًا فقط، وتركز بشكل أساس على ما يُعرف بـ"مكافحة الإرهاب الدولي".

وأشار إلى أن هذه المناورات، المعروفة باسم "إندرا"، تنظم بالتناوب بين البلدين منذ سنوات، وأن نسختها الحالية لعام 2025 تأتي في سياق تعزيز التعاون العسكري والفني بين موسكو ونيودلهي، بما يشمل مجالات متعددة، مثل الصواريخ والطيران.

وأضاف المحلل السياسي أن مشاركة الهند، أخيراً، في مناورات "زاباد 2025" مع بيلاروسيا تعكس رغبتها الواضحة في توسيع علاقاتها العسكرية مع روسيا، موضحًا أن هناك مشاريع مشتركة في مجال الصواريخ الباليستية تم إنجاز بعضها بالفعل بين الجانبين.

وأكد ملحم أن "الهدف المعلن لهذه التدريبات يرتبط بمواجهة التهديدات الصادرة عن الجماعات المسلحة والإرهابية في آسيا الوسطى وأفغانستان، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة تستغل هذه الجماعات كأداة لابتزاز الدول وزعزعة استقرارها، وهو ما يدفع موسكو ونيودلهي إلى تعزيز تعاونهما للحد من النفوذ الأمريكي في تلك المناطق."

وأضاف أن "المنطقة الممتدة من القوقاز إلى أفغانستان وباكستان تعج بجماعات مسلحة عابرة للحدود، تمول وتسلح للقيام بعمليات تهريب وهجمات في دول، مثل: إيران، والهند، وباكستان، والصين، وحتى روسيا، معتبرًا أن التدريبات الروسية الهندية تأتي في إطار مواجهة هذا الخطر وإعادة رسم موازين القوى في آسيا".

أخبار ذات علاقة

 صواريخ AMRAAM الأمريكية

واشنطن تشعل سباق التسلح بين الهند وباكستان بصواريخ "أمرام"

وأوضح أن التعاون بين البلدين يندرج ضمن منظومات أوسع مثل "بريكس" و"منظمة شنغهاي للتعاون"، التي تسعى إلى تأسيس توازن جديد أمام النفوذ الأمريكي.

وأشار إلى أن الهند تدرك أن  الولايات المتحدة تتعامل مع حلفائها بمنطق "الملاكم" الذي يضحّى بهم حين تنتهي مصلحته، ولذلك تتجه نيودلهي نحو تنويع شراكاتها.

وأضاف أن التقارب مع روسيا يمثل خيارًا إستراتيجيًا يمنح الهند حرية أوسع في التحرك ويعزز مكانتها الإقليمية والدولية، حتى وإن لم يكن هذا التعاون موجهًا علنًا ضد واشنطن.

تعزيز التعاون الدفاعي

من جانبه، قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة موسكو، د. نزار بوش، إن العلاقات بين الهند وروسيا تمتد منذ عهد الاتحاد السوفيتي، وتشمل تعاونًا واسعًا في المجالات التجارية والعلمية والعسكرية، مشيرًا إلى أن الجيش الهندي يعتمد، بشكل كبير، على الأسلحة الروسية، من بينها طائرات "سوخوي 34" ومشاريع مشتركة لتطوير صواريخ وطائرات من طراز "سوخوي المتطورة +4".

وأضاف بوش لـ"إرم نيوز" أن التدريبات العسكرية الجارية بين البلدين تأتي في إطار طبيعي لتعزيز التعاون الدفاعي وتبادل الخبرات، مؤكدًا أن روسيا تمتلك خبرة واسعة في المناورات البرية والبحرية والجوية.

وأوضح أستاذ العلوم السياسية أن هذه التدريبات لا تستهدف أي طرف بعينه، بل تعكس طبيعة العلاقات الودية بين موسكو ونيودلهي، مشيرًا إلى أن روسيا تنفذ مناورات مماثلة مع دول أخرى مثل إيران.

أخبار ذات علاقة

الجيش الروسي

روسيا والهند تبدآن تدريبات عسكرية مشتركة في راجاستان

وأشار بوش إلى أن الهدف الأساس من هذه المناورات هو "تبادل الخبرات وتعزيز القدرات الدفاعية" في مواجهة التحديات العالمية، لاسيما تلك المتعلقة بالحروب والإرهاب، والتي تشكل تهديدًا مشتركًا لكل من الهند وروسيا.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC